المقالات والبحوث

المولد وإعادة النظر في العلاقة مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ✍️ الشيخ عماد مجوت

 المولد وإعادة النظر في العلاقة مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم  ✍️ الشيخ عماد مجوت
المصدر: واحة - وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف

 المولد وإعادة النظر في العلاقة مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم

 

✍️ الشيخ عماد مجوت 

 

 

 

التدين كسلوك عملي لا يقل أهمية عن التفقه في الدين كوعي في قانون الشريعة ، فإن التفقه بلا تطبيق يشابه التطبيق بلا وعي، كلاهما تقصير، وهو معنى ﴿قاتِلُوا الَّذينَ لا يُؤمِنونَ بِاللَّهِ وَلا بِاليَومِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمونَ ما حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسولُهُ وَلا يَدينونَ دينَ الحَقِّ مِنَ الَّذينَ أوتُوا الكِتابَ﴾ [التوبة: ٢٩]. فمع أنهم أهل كتاب إلا أنهم من ناحية السلوك العملي لم يكونو يدينون بدين الحق : ﴿وَما أُمِروا إِلّا لِيَعبُدُوا اللَّهَ مُخلِصينَ لَهُ الدّينَ حُنَفاءَ وَيُقيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤتُوا الزَّكاةَ وَذلِكَ دينُ القَيِّمَةِ﴾ [البينة: ٥].

 

#ومن هنا كان الدين بين مفترق طريق, بين التمسك به وإقامته وهو حقيقة الرجوع إلى الفطرة، وبين التفقه فيه بلا إلتزام وهو الميل عن الاستقامة فيه، كما في قوله تعالى :﴿فَأَقِم وَجهَكَ لِلدّينِ حَنيفًا فِطرَتَ اللَّهِ الَّتي فَطَرَ النّاسَ عَلَيها لا تَبديلَ لِخَلقِ اللَّهِ ذلِكَ الدّينُ القَيِّمُ وَلكِنَّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمونَ﴾ [الروم: ٣٠]. وهذه الاستقامة على الدين لا تكون إلا سلوكاً عمليا : ﴿وَأَن أَقِم وَجهَكَ لِلدّينِ حَنيفًا وَلا تَكونَنَّ مِنَ المُشرِكينَ * وَلا تَدعُ مِن دونِ اللَّهِ ما لا يَنفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظّالِمينَ﴾ [يونس: ١٠٥-١٠٦].

وكل ما خرج عن الاستقامة فهو أسم ليس إلا : ﴿ما تَعبُدونَ مِن دونِهِ إِلّا أَسماءً سَمَّيتُموها أَنتُم وَآباؤُكُم ما أَنزَلَ اللَّهُ بِها مِن سُلطانٍ إِنِ الحُكمُ إِلّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلّا تَعبُدوا إِلّا إِيّاهُ ذلِكَ الدّينُ القَيِّمُ وَلكِنَّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمونَ﴾ [يوسف: ٤٠].

 

#والدين الحق، والاستقامة عليه لا يكون إلا مع الإسلام : ﴿هُوَ الَّذي أَرسَلَ رَسولَهُ بِالهُدى وَدينِ الحَقِّ لِيُظهِرَهُ عَلَى الدّينِ كُلِّهِ وَلَو كَرِهَ المُشرِكونَ﴾ [التوبة: ٣٣]. ولا إسلام إلا مع التسليم والمتابعة للحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم : ﴿الَّذينَ يَتَّبِعونَ الرَّسولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذي يَجِدونَهُ مَكتوبًا عِندَهُم فِي التَّوراةِ وَالإِنجيلِ ... فَالَّذينَ آمَنوا بِهِ وَعَزَّروهُ وَنَصَروهُ وَاتَّبَعُوا النّورَ الَّذي أُنزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ المُفلِحونَ﴾ [الأعراف: ١٥٧].

 

#وقوام الدين والاستقامة عليه بمتابعة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم في كل صغيرة وكبيرة كما يقول نبراس الحق وراية الهدى أمير المؤمنين عليه السلام: : "فتأس بنبيك الأطهر الأطيب (صلّى الله عليه وآله) ، فإنّ فيه أسوة لمن تأسى وعزاء لمن تعزى ، وأحب العباد إلى الله تعالى المتأسي بنبيه والمقتص لاثره ،...

 فتأسى متأس بنبيه ، واقتص اثره ، وولج مولجه ، وإلا فلا يأمن الهلكة ، فإنّ الله جعل محمداً (صلّى الله عليه وآله) علماً للساعة ، ومبشراً بالجنة ، ومنذراً بالعقوبة". 

 

#فهذا دعوة بإعادة النظر في العلاقة مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ومدى حضور شخصيته في حياتنا العملية وكلماتنا اليومية وما نستشهد به من أمثال وأقول، فإن الواقع أدل دليل على مدى البعد مقالا وحالا عنه صلى الله عليه وآله وسلم ، حتى أن ما يعرفه أولادنا عن غيره أكثر بكثير مما يعرفونه عنه .

 

#وليس عيبا أن يقف المرء مع نفسه ليرى حقيقة ذلك، وكم هو متعلق وأخذ ومستن بسيد الخلق والنور والسرور للنفوس صلى الله عليه وآله وسلم.

 

#والكمال كل الكمال عندما يتشبه بنبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) كما يقول أمير المؤمنين عليه السلام:"وأحب العباد إلى الله تعالى المتأسي بنبيه والمقتص لاثره". ومع المتابعة محبة الرب الرحيم:﴿قُل إِن كُنتُم تُحِبّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعوني يُحبِبكُمُ اللَّهُ وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾ [آل عمران: ٣١].

 

#اللهم_أجعل_اقوالنا_واحوالنا_واعمالنا_محمدية

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار