أخبار المراجع والعلماء

المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي دام ظله: شعار المؤمنين الدائم (لا تيأسوا من روح الله)

المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي دام ظله:  شعار المؤمنين الدائم (لا تيأسوا من روح الله)
المصدر: واحة - وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف

المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي دام ظله:

 شعار المؤمنين الدائم (لا تيأسوا من روح الله)

 

 

أكد سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) ان على المؤمنين ان يكونوا أقوياء وان لا يشعروا بالضعف والإحباط والانكسار وان يحرصوا ان لا يجد اليأس طريقاً الى نفوسهم وان يكون شعارهم دائما قوله تعالى {وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ} [يوسف: 87] وقوله تعالى: {لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} [الزمر: 53]، فالأمل بانفراج الأزمات وزوال المعاناة موجود دائماً {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا* إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} وإن نفس هذا الأمل هو يُسر كاشف للعُسر، قال أمير المؤمنين (عليه السلام) :(توقّع الفرج إحدى الراحتين) .

 لافتاً الى تقديم الشكر لله تعالى على حسن صنيعه بهم إذ أبدل خوفهم أمناً وفقرهم يساراً وضيقهم انشراحاً وضلالهم إيماناً وجهلهم علماً وبعدهم قرباً وتفرّقهم وحدة، وهكذا المصاديق كثيرة من حياة كل فردٍ منّا وهو ما اختصره دعاء الافتتاح (فكم يا إلهي من كربةٍ قد فرّجتها وهمومٍ قد كشفتها وعثرة قد أقلتها ورحمةٍ قد نشرتها وحلقةِ بلاءٍ قد فككتها) وفي موضع آخر منه (فكم من موهبة هنيئة قد أعطاني وعظيمة مَخوفةٍ قد كفاني وبهجةٍ مونقةٍ قد أراني فأثني عليه حامداً وأذكره مسبِّحاً) .

  وقد كرّر الله تعالى اليُسر بعد العُسر مرتين تأكيداً، فالعُسر واحد لأنه مُعرَّف واليُسر متعدد ومطلق أي أنه مفتوح بجميع الاتجاهات، وفي ذلك أمل كبير بالله تعالى لا نفاد له، وواسع لا حدود له لكل من يمرّ بضيقِ أو شدةِ او مُعاناةِ ماديةِ أو معنويةِ، روى في مجمع البيان خرج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يوماً مسروراً فرحاً، وهو يضحك، ويقول: (لن يغلب عسرٌ يُسرين): (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا*إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا).

وأشار سماحتُهُ خلال درس تفسير القرآن الكريم الأسبوعي الذي يلقيه على طلبة الحوزة العلمية بمكتبه في النجف الاشرف.. وكان في ضوء الآيتين الكريمتين (5-6) من سورة الانشراح {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا* إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} وان العسر قد يكون مادياً كالفقر والمرض والسجن والغربة والحرمان من الأهل والولد وقد يكون معنوياً كضيقِ الصدرِ والقلق والاكتئاب والوسوسة والحرمان من الهداية والتوفيق والتورط بالذنوب وفي مقابلها يكون اليُسر، كما أن اليُسر الموعود قد لا يكون من جنس العُسر كأن يعطي مالاً للفقير أو صحةً للمريض بل يعطيه شيئاً آخر كالهدايةِ والتوفيق وغفران الذنوب والصبر على المصيبة وربما الشكر وراحة البال وقرّة العين في الأهل والولد والعلم والبصيرة وتأسّي الآخرين وتأثرّهم به، مضافاً إلى كل ذلك الفوز بالجنة والنجاة من النار وحسن الجزاء في الآخرة، ولعل في تكرار اليُسر مع العُسر في الآية للإشارة إلى أنه قد يكون من جنسه وقد يكون من غيره أو هما معاً.

وفي ذات السياق لفت سماحتُهُ ان الاية (مع العسر) وليس بعد العسر قد ذكرت الآية {مَعَ الْعُسْرِ} وليس بعد العُسر، وإن كانت دالة على ذلك كما فُهِمَ منها، ولعل النكتة فيها أن حالة العُسر تَستبطن معها حالة اليُسر وتكون سبباً لها لما تتضمنه من الانكسار وتقطّع الأسباب والحاجةِ إلى الله تعالى وهي من موجبات استجابة الدعاء ورفع البلاء {وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا} [يونس: 12] حيث ينقطع العبد إلى ربِّه {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ} [النمل: 62].

كما بيّن سماحتُهُ عدة طرق للوصول الى اليُسر واستنزاله بقوله (( وقد علمّنا اللهُ تعالى طريقَ استجلاب اليُسر قال تعالى {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى* وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى*فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى} [الليل: 5-7] وعلّمنا وسيلة دفع العُسر والشدّة والضيق، قال تعالى: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ* فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ} [الحجر : 97-98]، وقال تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ} [البقرة: 45] ولم يُذكر مورد الاستعانة على ماذا لتكون مطلقةً سواء لطلبِ الرزقِ أو العافية أو الولد أو التوفيق أو حلِّ مشكلةٍ معينةٍ أو إصلاح حال خاص أو عام أو خروج من مأزقٍ وغير ذلك)).

 

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار