أخبار المراجع والعلماء

*الشيخ الصفار: عبادة الله تشمل مجالات الحياة ولا تنحصر في الصلاة والصيام*

*الشيخ الصفار: عبادة الله تشمل مجالات الحياة ولا تنحصر في الصلاة والصيام*
المصدر: واحة وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف

*الشيخ الصفار: عبادة الله تشمل مجالات الحياة ولا تنحصر في الصلاة والصيام*

 

أكد *سماحة الشيخ حسن الصفار* أن العبادة منهج متكامل يشمل كل أبعاد الحياة المختلفة، وليس فقط الفرائض المعروفة كالصلاة والصوم.

ودعا إلى توسيع مفهوم العبادة ليشمل استخدام العقل والتفكير السليم، والالتزام بطاعة الله في كل التصرفات.

جاء ذلك ضمن خطبة الجمعة 17 رجب ١٤٤٦هـ الموافق 17 يناير ٢٠٢5م في مسجد الرسالة بالقطيف شرقي السعودية بعنوان: *عبادة الله منهج حياة*.

 

 

وأوضح سماحته أنّ عبادة الله تعني الخضوع والانقياد له في أوامره ونواهيه.

وتابع: الأوامر والنواهي الإلهية، قد تكون من خلال فطرة الإنسان النقية، وعقله السليم، وقد تكون من قبل الأنبياء والرسل المبلغين عن الله تعالى.

وأضاف: في المقابل فإن الخضوع والانقياد للأهواء والشهوات، يعني العبودية لها، والانقياد للشيطان يكون عبادة له.

وأبان فإن الخضوع لأي جهة لا تنطلق في أوامرها من العقل والوحي، هو عبادة لها، ويطلق عليها مصطلح الطاغوت.

مستشهدًا بقوله تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}.

ومبينًا أن العبادة تعني الخضوع والانقياد، لذلك يطلق على الإنسان الذي يُسترقّ وتُصادر حريته وإرادته، أنّه عبد، بمعنى أنّه خاضع ومنقاد إلى من استرقّه واستعبده.

وأشار إلى أنّ مهمة الأنبياء والرسالات الإلهية تحرير الناس من الانقياد لأهوائهم وشهواتهم، ومن الاستجابة لإغواء الشيطان، ومن الخضوع للطغاة المستكبرين والفاسدين، حتى يكون انقياد الإنسان وخضوعه لله وحده.

ولفت إلى خطأ حصر العبادة بالفرائض الخاصة، كالصلاة والصوم والحج فقط. مؤكدًا إن هذه الفرائض جزء من العبادة، وهي الجزء الشاحن الذي يحفّز الإنسان للعبادة الشاملة لله تعالى.

وتابع: من يطع الله في إقامة الفرائض كالصلاة والصوم الحج، لكنه لا يطيعه في بقية جوانب حياته، لا يكون عابدًا لله.

ومضى يقول: حين تتحدث النصوص عن العبادة لله تعالى، فإنها لا تحصرها في الفرائض كالصلاة والصيام، وإنما تتحدث عن شمول العبادة لكل جوانب حياة الإنسان.

وتابع: فإعمال الفكر، واستخدام العقل بمنهجية صحيحة، عبادة يأمر الله تعالى بها، واستشهد بما ورد عن رسول الله (ص): «تَفَكُّرُ سَاعَةٍ خَيْرٌ مِنْ قِيَامِ لَيْلَةٍ».

وبيّن أن هناك عبادة في مجال العواطف والأحاسيس، فإن محبة الأولياء والصالحين عبادة، بينما حبّ الظالمين والمنحرفين معصية.

وتابع: وفي مجال العمل والسلوك، فالسعي لطلب الرزق عبادة من أفضل العبادة، حيث أمر الله تعالى بذلك.

وأضاف: كما أنّ حمل همّ التطلعات الحسنة في المجال الدنيوي والأخروي عبادة، وهذا ما يعبّر عنه بالدعاء، والذي يعني وجود هموم وتطلعات وحاجات يسأل الله عونه لتحقيقها.

وذكر أنّ الأدعية المأثورة عن النبي (ص) وآله (ع)، تعلمنا كيف نرسّخ الثقة بالله تعالى في نفوسنا، ونطلب منه تعالى الدعم في الأزمات والملمات.

وتابع: من يعبد الله إذا أصابته محنة أو مشكلة، لا يخضع لليأس، ولا يسيطر عليه الاكتئاب، بل يتسلّح بالأمل والرجاء، وتعمر نفسه الثقة بالله، فيتجه إليه يسأله العون والفرج.

وأضاف: هكذا تكون عبادة الله منهجًا في مجال الفكر والعاطفة والعمل والسلوك.

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار