المقالات والبحوث

رجال من مدرسة اهل البيت عليهم السلام الإمام الفقيه شيخ الطائفة، الحافظ أبو جعفر محمّد بن شهرآشوب.

رجال من مدرسة اهل البيت عليهم السلام   الإمام الفقيه شيخ الطائفة، الحافظ أبو جعفر محمّد بن شهرآشوب.
المصدر: واحة وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف

رجال من مدرسة اهل البيت عليهم السلام

 الإمام الفقيه شيخ الطائفة، الحافظ أبو جعفر محمّد بن شهرآشوب. 

 

اسمه ونسبه: 

 

هو الحافظ أبو جعفر: وأبو عبد الله: محمد بن علي بن شهرآشوب إبن أبي نصر بن أبي الجيش السروي المازندراني الملقب برشيد الدين، وعز الدين، الإمام الفقيه المحدث ، والمفسرِّ ، المحقق ، والأديب البارع ، الجامع لفنون الفضائل ، وحسبُك أنه اشتهر بلقب " شيخ الطائفة " وهذا اللقب العالي، لم يفز به غيره بعد شيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي المتوفي سنة ٤٦٠ هـ، وكان بهي المنظر ، حسن الوجه والشيبة ، صدوق اللهجة مستعذب الألفاظ ، مليح المحاورة ، واسع العلم ، كثير الفنون ، حسن الغوص على المعاني ، كثير الخشوع والعبادة والتهجد ، لا يجلس إلا على وضوء. 

 

ولادته: 

 

وُلِد على ما صرح به أصحاب التراجم سنة ٤٨٩ هـ، ونشأ في بيت عرف بالتقوى والفضيلة والعلم. 

 

دراسته: 

 

حفظ إبن شهر آشوب القرآن، وله ثماني سنوات ولهذا لقب ب ( الحافظ )، وأشتغل بالحديث، ولقي الرجال، ثم تفقه، وبلغ النهاية في فقه أهل البيت (عليهم السلام)، ونبغ في علم الأصول، ثم تقدم في علوم القرآن، والقراءات، والغريب، والتفسير، والنحو، وركب المنبر للوعظ، ولم يدم المقام بإبن شهرآشوب في سارية مازندران، التي ولد فيها ونشأ تلقى علومه طويلاً، حتى خشية واليها، فأخرجه منها عنوة، فصار الى بغداد في أيام المقتفي العباسي ( ٥٣٠ - ٥٥٥ هـ) ووعظ، وعظمت منزلته، وخلع عليه وناظر ، فإستظهر على خصومه، ولقب ب ( رشيد الدين )، وكان يلقب ب ( عز الدين ). 

 

شيوخه: 

 

تلمذ إبن شهرآشوب على جماعة من الأساتيذ الكبار - بعد تلمذته لجده (شهرآشوب) وأبيه (علي)، وأشهر شيوخه : 

١ _ جار الله الزمخشري المعتزلي صاحب (الكشاف) المتوفى سنة ٥٣٨ هـ. 

٢ _ أبو عبد الله محمد بن أحمد النطنزي صاحب كتاب (الخصائص العلوية)، من علماء القرنين الخامس والسادس الهجريين. 

٣ _ ناصح الدين أبو الفتح عبد الواحد التميمي الآمدي صاحب (غرر الحكم ودرر الكلم) المولود سنة ٥١٣ هـ. 

٤ _ أبو منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي صاحب (الاحتجاج) وهو من أهل المائة الخامسة الذين أدركوا المائة السادسة. 

٥ _ أبو الحسين سعيد بن هبة الله المعروف بالقطب الراوندي صاحب (فقه القرآن) المتوفى سنة ٥٧٣ هـ. 

٦ _ أبو علي الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي صاحب (مجمع البيان) المتوفى سنة ٥٤٨ هـ. 

٧ _ علي بن أبي القاسم البيهقي صاحب (تاريخ بيهق) المتوفى سنة ٥٦٥ هـ. 

٨ _ جمال الدين أبو الفتوح الحسين بن علي الرازي صاحب تفسير (روض الجنان وروح الجنان). 

٩ _ أبو علي محمد بن الحسن الفتال الواعظ النيسابوري صاحب كتاب (روضة الواعظين) الشهيد سنة ٥٠٨ هـ. 

١٠ _ أبو الحسن فريد خراسان علي بن أبي القاسم زيد بن الحاكم الإمام أميرك محمد، المتوفى سنة ٥٦٥ هـ. 

١١ _ السيد الإمام ضياء الدين أبو الرضا فضل الله بن علي بن عبيد الله الحسني الراوندي القاشاني صاحب (النوادر) المتوفى سنة ٥٧١ هـ. 

وروى عن كثير، وأجازه كثيرون. 

 

مؤلفاته: 

 

كان ابن شهرآشوب (رحمه الله) عالماً موسوعياً جامعاً، ذا جوانب علمية متعددة متنوعة، لذا جاءت تصنيفاته العلمية إنعكاساً طبيعياً لشخصيته العلمية، وفيما يلي جرد لأهم مؤلفاته، التي وصلت إلينا والتي فقدت فلم تصل إلينا كما أوردتها المصادر: 

١ _ مناقب آل أبي طالب. 

٢ _ مثالب النواصب. 

٣ _ المخزون المكنون في عيون الفنون. 

٤ _ مائدة الفائدة. 

٥ _ المثال في الأمثال. 

٦ _ معالم العلماء. 

٧ _ أسباب النزول على مذهب آل الرسول. 

٨ _ الحاوي. 

٩ _ متشابه القرآن (وهو كتابنا). 

١٠ _ الأوصاف. 

١١ _ المنهاج. 

١٢ _ كتاب الأربعين في مناقب سيدة النساء فاطمة الزهراء (عليها السلام). 

١٣ _ الفصول في النحو. 

 

شعره: 

 

كان ابن شهرآشوب (رحمه الله) شاعراً لما يكتنزه من معرفة باللغة والأدب والتاريخ وعلوم القرآن وغير ذلك مما يرفد ملكة قول الشعر ، لكن شعره لم يكن من الطبقة العليا ، شأنه في ذلك شأن العلماء الذين لا يتخذون الشعر ديدناً لهم ، يتخصصون فيه ، ويجيدون فيه كل الإجادة ، وقد أورد في كتابيه : (مناقب آل أبي طالب) و (متشابه القرآن) طائفة من شعره ، تؤيد ما ذهبنا إليه ، ويحمل الصبغة العلمية ، والعقائدية. 

 

أقوال العلماء فيه: 

 

كان ابن شهرآشوب شخصية علمية ضخمة، فرضت وجودها في عصرها، وتركت أثراً واضحاً لمن بعدها . لهذا لم تغفل المراجع العلمية ذكره ، وذكر تصانيفه، بل إن العلماء من مختلف المدارس والمذاهب والإتجاهات ذكروه، وأطروه، وحددوا أبعاد شخصيته العلمية الضخمة، وما أنتجته من تآليف جليلة وخاصة في علوم القرآن.

١ _ فقد ذكر صلاح الدين الصفدي قائلاً : " محمد بن علي بن شهرآشوب أبو جعفر السروي المازندراني رشيد الدين الشيعي ، أحد شيوخ الشيعة ، حفظ القرآن وله ثماني سنين ، وبلغ النهاية في أصول الشيعة . كان يرحل إليه من البلاد ، ثم تقدم في علم القرآن والغريب والنحو ، ووعظ على المنبر أيام المقتضي ببغداد فأعجبه وخلع عليه ، وأثنى عليه كثيراً ". 

٢ _ وقال شمس الدين محمد بن علي الدَّاودي المالكي في طبقات المفسرين: " محمد بن علي بن شهرآشوب بن أبي نصر ، أبو جعفر السروي المازندراني رشيد الدين ، أحد شيوخ الشيعة ، اشتغل بالحديث ولقي الرجال ، ثم تفقه ، وبلغ النهاية في فقه أهل مذهبه ، ونبغ في الأصول ، حتى صار رحلة ، ثم تقدم في علم القرآن ، والقراءات والتفسير والنحو . وكان إمام عصره ، وواحد دهره ، أحسن الجمع والتأليف ، وغلب عليه علم القرآن والحديث . وهو - عند الشيعة - كالخطيب البغدادي لأهل السنة في تصانيفه .... وأسع العلم، كثير الفنون ". 

٣ _ وقال عنه ابن حجر العسقلاني الشافعي : " إستغل بالحديث ، ولقي الرجال ، ثم تفقه ، وبلغ النهاية في فقه أهل البيت ، ونبغ في الأصول ، ثم تقدم في القراءات والقرآن والتفسير والعربية ، وكان مقبول الصورة ، مليح العرض على المعاني .... وكان كثير الخشوع مات في شعبان سنة 588هـ ". 

٤ _ وذكره السيد مصطفى التفريشي في (نقد الرجال) (5) فقال : " محمد بن علي بن شهر آشوب المازندراني ، رشيد الدين ، شيخ هذه الطائفة وفقيهها ، وكان شاعراً بليغاً منشئاً ". 

٥ _ وذكره الشيخ الحر العاملي في (أمل الآمل) (٦) قائلاً : " رشيد الدين محمد بن علي بن شهرآشوب المازندراني السروي . كان عالماً ، فاضلاً ، ثقة ، محدثا ، محققا ، عارفاً بالرجال ، والأخبار ، أدبياً شاعراً ، جامعاً للمحاسن ". 

٦ _ وقال عنه محمد بن يعقوب الفيروزآبادي - صاحب القاموس المحيط - في كتابه " البلغة في تاريخ أئمة اللغة " (7) : " محمد بن علي بن شهرآشوب ، أبو جعفر المازندراني الشيعي ، بلغ النهاية في أصول الشيعة . تقدم في علم القرآن ، واللغة ، والنحو ... وكان واسع العلم ، كثير العبادة ، دائم الوضوء ، له كتاب الفصول في النحو ... و ... ". 

 

وفاته: 

 

توفّي ( رضوان الله تعالى عليه ) في الثاني والعشرين من شهر شعبان المُعظم سنة ٥٨٨ هــ، ودفن في سفح جبل هناك، يقال له ( جوشن )، وهي مقبرة لدفن كبار علماء الشيعة في حلب، ويرى شيعة حلب أن هذا المحل، هو مشهد (محسن) السقط أبن الإمام أبي عبد الله الحسين بن الإمام عليّ بن أبي طالب (عليهم السلام). 

 

الهامش: 

_________ 

١ _ الشيخ محمّد محسن أغا بزرك الطهراني، الذريعة الى تصانيف الشيعة. 

٢ _ مقدمة (معالم العلماء) للسيد محمّد صادق بحر العلوم. 

٣ _ البلغة في تاريخ أئمة اللغة. 

٤ _ الوافي بالوفيات : ٤ : ١٦٤. 

٥ _ طبقات المفسرين ، ٢ : ٢٠١. 

٦ _ لسان الميزان ، ٥ : ٣١٣. 

٧ _ نقد الرجال ، ٤ : ٢٧٦. 

٨ _ انظر الشيخ الحر العاملي، آمل الآمل ، ٢ : ٢٨٥. 

٩ _ البلغة في تاريخ أئمة اللغة ، ٢٤٠ - ٢٤١. 

١٠ _ موقع المرجع الإلكتروني للمعلوماتية.

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار