المقالات والبحوث

♦️الضيافة الكبرى ورحمة المصطفى ✍️ الشيخ عماد مجوت

 ♦️الضيافة الكبرى ورحمة المصطفى  ✍️ الشيخ عماد مجوت
المصدر: واحة وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف

 ♦️الضيافة الكبرى ورحمة المصطفى

 

✍️ الشيخ عماد مجوت

 

 

الحكيم من يضع الأشياء في مواضعها، وبلاغته عندما يكون كلامه مناسباً لمقتضيات الحال، فإذا جمعت الحكمة والبلاغة كانت في اقتفاء أثر المبعوث رحمة للعالمين عند دعوة رب العباد لمائدة ضيافته الكبرى .

 

#والأمة المرحومة مدعوة في شهر الضيافة الكبرى بدعوة الكرامة "هو شهرٌ دُعيتم فيه إلى ضيافة الله، وجُعِلتم فيه من أهل كرامة الله". وسنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله كانت التبشير ببركة هذا الشهر ورحمته .

 

#وحكماء أمته مدعون إلى اقتفاء أثره (صلى الله عليه وآله وسلم) في ما يُطرح وما يُفعل قبل دخول هذا الشهر الكريم، فقد كان يقوم مُعرفاً بفضل هذا الشهر وعظمته، وجلالته، وأسراره وغاياته، مؤجلا طرح ما يكدر صفو الوداد بين الناس، أو يخشن قلوب بعضهم على بعض، وهو واضح فيما ذكره صلى الله عليه وآله في خطبته المعروفة قبل دخول شهر رمضان المبارك.

 

#ولا سعادة إلا حيث كان الاقتفاء لأثره صلى الله عليه وآله وسلم﴿ فَتَأَسَّ بِنَبِيِّكَ الْأَطْيَبِ الْأَطْهَرِ صلى الله عليه وآله فَإِنَّ فِيهِ أُسْوَةً لِمَنْ تَأَسَّى وَعَزَاءً لِمَنْ تَعَزَّى وَأَحَبُّ الْعِبَادِ إِلَى اللَّهِ الْمُتَأَسِّي بِنَبِيِّهِ وَالْمُقْتَصُّ لِأَثَرِ... فَتَأَسَّى مُتَأَسٍّ بِنَبِيِّهِ وَاقْتَصَّ أَثَرَهُ وَوَلَجَ مَوْلِجَهُ وَإِلَّا فَلَا يَأْمَنِ الْهَلَكَةَ فَإِنَّ اللَّهَ جَعَلَ مُحَمَّداً صلى الله عليه وآله عَلَماً لِلسَّاعَةِ وَمُبَشِّراً بِالْجَنَّةِ وَمُنْذِراً بِالْعُقُوبَةِ﴾. نهج البلاغة.

 

#وقد ورد عن الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال :﴿إِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلْخَيْرِ مَغَالِيقَ لِلشَّرِّ، وَإِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلشَّرِّ مَغَالِيقَ لِلْخَيْرِ، فَطُوبَى لِمَنْ جَعَلَ اللهُ مَفَاتِيحَ الخَيْرِ عَلَى يَدَيْهِ، وَوَيْلٌ لِمَنْ جَعَلَ اللهُ مَفَاتِيحَ الشَّرِّ عَلَى يَدَيْهِ﴾. فأي خير بعد متابعة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم في دعوة الناس لضيافة الله تعالى وإجابة دعوته في شهره الذي ترق فيه القلوب كما في دعاء الإمام السجاد عليه السلام ﴿السَّلَامُ عَلَيْكَ مِنْ مُجَاوِرٍ رَقَّتْ فِيهِ الْقُلُوبُ ، وقَلَّتْ فِيهِ الذُّنُوبُ. السَّلَامُ عَلَيْكَ مِنْ نَاصِرٍ أَعَانَ عَلَى الشَّيْطَانِ ، وصَاحِبٍ سَهَّلَ سُبُلَ الْإِحْسَانِ﴾. الصحفية السجادية. 

 

#فطوبى لمن أجرى الله تعالى الخير على يديه بمتابعة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله بلا أن ينكد على الناس أو يطرح ما يفرق شملهم ويباعد بينهم فإن الضيافة إلهية والدعوة محمدية، والقلوب مقبلة ﴿ولا يخرج من القلب السليم إلا المعنى المستقيم﴾ كما يقول أمير المؤمنين عليه السلام.

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار