السيد المدرسي: أرض كربلاء كانت معدة لتكون موضع قبر لسيد الشهداء
حين استشهد الإمام الحسين (ع) أصبح أمانة الله عز وجل ورسوله في هذه الأرض بجسده ومقامه ورسالته، فكان أقرب الناس إليه هم الذين استطاعوا تحمل هذه الأمانة الكبيرة، وعندما جاء الإمام زين العابدين في كربلاء لدفن الشهداء والإمام عمل بما يجب أن يعمل، فالنبي لا بد أن يدفنه وصيه، والإمام لا يدفنه إلا إمام أي لا يصلي عليه إلا من هو في مقامه.
حيث قال السيد المدرسي أن الإمام زين العابدين (ع) عندما جاء لدفن والده الإمام الحسين (ع) اعتنقه وبكى بكاءً عالياً، كان يعرف ذلك الجسد رغم أنه كان بدون رأس وخنصر.
وأضاف السيد المدرسي أن أرض كربلاء كانت معدة لتكون موضع قبر لسيد الشهداء، مشيراً إلى أن الإمام زين العابدين (ع) عندما أخذ حجراً من هناك بان القبر محفور وضريح مشكور فبسط كفيه تحت جثمان أبيه وذكر الله وأنزله وحده، أما باقي الشهداء ساعد في دفنهم.
كما لفت السيد المدرسي إلى أن أصحاب المنطق الأوصياء والأنبياء لا يعلمون إلا الله عز وجل ولا يرون منه إلا جميلا ويحمدونه على المكروه كما يحمدونه على المحبوب، وإذا وقعت عليهم مصيبة قالوا (إنا لله وإنا إليه راجعون)، وإذا واجهوا ظالماً لا يخافون من مخالفته.
كما ختم السيد المدرسي أن التشفي من المؤمنين صفة من صفات المنافقين فالعداء بين المظلومين والظالمين هو عداء بسبب الموقف والعمل، فالإمام الحسين لم يكن ضد أعدائه كأشخاص، بل ضد الصفات والدليل أن أي شخص من جيش بني أمية عندما كان يتوب كان يلتحق بالإمام (ع).