المقالات والبحوث

من أسرار زيارتها، بقلم السيّد عادل العلوي

من أسرار زيارتها، بقلم السيّد عادل العلوي
المصدر: واحة_ وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف


من أسرار زيارتها، بقلم السيّد عادل العلوي

 

ورد في زيارتها 3 (يا فاطمة اشعفي لي في الجنة فإن لک عندالله شأناً من الشأن )[1] .

1 ـ إن قول الزائر: (يا فاطمة ) إشارة إلى شخصها الحقيقي ، وهذا يشير إلى عظمتها عندالله تعالى ، لذلک أفرادها بالخطاب والنداء.
2 ـ أما قوله : «إنّ لک عندالله شأناً» فإشارة إلى شخصيتها الحقوقية ، فإن من شأنها العظيم علمها الفذّ، فهي كعمّتها زينب الكبرى 3 إذا قال في حقها الإمام زين العابدين 7 «أنت بحمد الله عالمة غير معلمة »[2] ، وإن مما يشهد
على العلم الجمّ لفاطمة المعصومة 3 ما ورد في قصة جوابها عن أسئلة الواقدين إلى أبيها الكاظم 7 وهي دون سن البلوغ ، وقول أبيها في حقها (فداها أبوها) ثلاث مرات .
3 ـ إن لفظة (شأناً) الواردة في الرواية جاءت بصيغة النكرة ، وذلک يفيد التعظيم ، وهذا يشير فيما يشير إلى عصمتها 3، لأن ثمرة العلم العصمة ، وهنا


العصمة أفعالية وليست ذاتية ، كما هو الحال في الأنبياء والأئمة المعصومين والصديقة الزهراء :.
ومما يدل على عصمتها شفاعتها المطلقة ، وأنها من تجليات عصمة أمها الزهراء 3، لذا فقد جاء في زيارتها :
«اللّهم ورضاک والدار الآخرة ، يا فاطمة اشفعي لي في الجنة »، وهنا نلاحظ تقديم الرضا الإلهي ، وكأنّ هذا المقطع من الزيارة يأخذ بک إلى الربط بين المعصومة وأمها الزهراء 8، فقد ورد عن رسول الله 6 في شأن إبنته الزهراء 3 من أن (رضاک الله في رضاها)، فهذه من تلک .
4 ـ أنها 3 تدخل من المعصومين بصورة الجمع ، كما في ذيل الزيارة ، وهي في ذلک كدخول السيدة زينب 3 ضمنهم : حينما خاطبت يزيد الطاغية (فوالله لا تمحو ذكرنا)، لتدخل بذلک في زمرة المعصومين : ومع أخيها الحسين 7 في خلود الذكر وعلو المقام وشموخه .
5 ـ ذكرت الزيارة إنتسابها سلام الله عليها إلى رسول الله 6 «السّلام عليک يا بنت رسول الله»، ثم انتسابها إلى فاطمة وخديجة 8 «السّلام عليک يا بنت فاطمة وخديجة »، بعدها يقول الزائر «السّلام عليک يا بنت أميرالمؤمنين » ليشير في كل ذلک إلى ارتباطها المقاميّ ـ قبل النسبيّ ـ بفاطمة الزهراء وأميرالمؤمنين 8.
ويتابع الزائر ليقول ـ بحسب ما ورد في زيارتها المنصوصة ـ «السّلام عليک يا بنت الحسن والحسين » للإشارة إلى الانتساب المقاميّ والنسبيّ كذلک .

وانتساب السيدة المعصومة للإمام الحسن 7 من جهة أن جدها زين العابدين 7 كان متزوجاً من السيدة الجليلة فاطمة بنت الحسن السبط الأكبر لرسول الله 6.
6 ـ في مقدمة زيارتها يزار النبي آدم 7 لا بصورة الخطاب ، بل بصورة الغائب «السلام على آدم صفوة الله»، ثم يزار الأنبياء الأربعة : نوح وإبراهيم وموسى وعيسى : بنفس الأسلوب ، لكن حين يأتي الدور لزيارة خاتمهم وسيدهم وخامس أولي العزم ، وكذلک زيارة السيدة الزهراء وأميرالمؤمنين وأولادهما الأحد عشر : يتحول السلام من صورة الغيبة إلى صورة الخطاب «السلام عليک يا رسول الله..» وهكذا بقية المعصومين :.
وفي هذا الأسلوب لزيارة المعصومين الأربعة عشر : نكتة رانعة للتدليل على حضورهم في حرمهم ، إذ ورد أن قم حرم أهل البيت :.
والأسرار في هذا المجال خفية لا يعلمها إلّا الله والراسخون في العلم ومن يحذو حذوهم .
7 ـ إن من زارها عارفاً بحقها وجبت له الجنة ـ كما ورد في الرواية ـ ومعنى ذلک أن الجنة تكون ثابتة ومضمونة لهذا الزائر على نحو الاقتضاء، بحيث لو ارتفعت الموانع ـ كالذنوب ـ فإن مآله ومصيره الجنة استحقاقاً أو تفضلاً.
وهنا ينبغي الالتفات إلى أن معرفة حقها غير معرفة نفسها، كما تقول في زيارة المعصومين : (وأدخلني في زمرة العارفين بهم وبحقهم )، وقد سئل الإمام الرضا 7 عن زيارة الإمام عارفاً بحقه ما معناه ؟ فقال : عارفاً بأنه إمام مفترض الطاعة .

وهكذا ينبغي أن تكون معرفتنا بحق السيدة المعصومة 3، فإنها وإن لم تكن إماماً، إلّا أنها من بيت النبوة والإمامة والولاية ، فهي بنت ولي الله وأخت ولي الله وعمة ولي الله، كما جاء في زيارتها المأثورة .
وهذا غيض من فيض ...

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار