أخبار المراجع والعلماء

الحريّة في الإسلام المرجع الديني السيد الشيرازي

الحريّة في الإسلام المرجع الديني السيد الشيرازي
المصدر: واحة_ وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف


الحريّة في الإسلام المرجع الديني السيد الشيرازي

لقد أُقصي الإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه خمساً وعشرين سنة ثم توجّهت إليه الأمّة وتزاحمت على بابه للبيعة حتى لقد وطئ الحسنان . ومع ذلك ذكر المؤرخون ـ سنّة وشيعة ـ أنّ الإمام بعدما بويع، ارتقى المنبر في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وكان المسجد مكتظّاً بالناس الذين حضروا لاستماع أوّل خطبة لابن عمّ رسول الله صلى الله عليه وآله ووصيّه وخليفته الحقيقي الذي أُبعد عن قيادة المسلمين خمساً وعشرين سنة، بعد أن آل إليه الحكم الظاهري، ثم أمر جماعة من أصحابه على رأسهم ابنه الإمام الحسن سلام الله عليه أن يذهبوا إلى الكوفة وينظروا هل فيها مَن لا يرضى بخلافته. فقال الناس بأجمعهم: رضينا بأمير المؤمنين ونطيع أمره ولانتخلّف عن دعوته، والله لو لم يستنصرنا لنصرناه، سمعاً وطاعةً .
بل حتى طلحة والزبير لم يتخلّفا عن بيعة أمير المؤمنين سلام الله عليه عندما انعقدت له، ولكنهما نكثا بعد ذلك، ولم يعترض أيّ أحد في هذا الأمر ولو حصل لما عاقبه الإمام بالقتل أو السجن أو الضرب ولا قال له شيئاً من شأنه أن يهينه أوينال منه، فهل رأيتم أو سمعتم مثل هذا في عصر الديمقراطية الحديثة؟! والتي تعني ـ من جملة ما تعنيه ـ حكم الأكثرية، فلو حصل شخص ما على واحد وخمسين في المئة من الأصوات فهذا يخوّله لأن يصبح رئيساً للبلاد ـ وهذا يعدّ من أكبر أخطاء الديمقراطية، وبحثه موكول إلى محلّه ـ أمّا الإمام علي سلام الله عليه فقد بايعته الأكثرية المطلقة من الناس ومع ذلك يصعد المنبر ليبحث إن كان هناك معارض له أم لا، وليبحث عن سبب معارضته له! فهل تجدون لهذا نظيراً في التاريخ؟!
من كتاب: الحرية في الإسلام

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار