المقالات والبحوث

اليتيم مسؤولية ومفهوم أوسع، بقلم الشيخ حيدر اليعقوبي

اليتيم مسؤولية ومفهوم أوسع، بقلم الشيخ حيدر اليعقوبي
المصدر: واحة_ وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف


اليتيم مسؤولية ومفهوم أوسع، بقلم الشيخ حيدر اليعقوبي

عندما نسمع نبي الله وحبيبه محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهو يؤكد أنه وكافل اليتيم في الجنة كهاتين ، وهو يفرج بين إصبعيه الشريفين السبابة والوسطى ، ندرك عندئذ عظمة وقدسية هذه المسؤولية ، على المستويين الشخصي والنوعي .
واذا كان لليتيم في الظروف الإعتيادية كل هذه الأهمية ، فإن لليتيم في الظروف الإستثنائية أهمية أكبر ، ومسؤولية أكثر ..
خصوصاً عندما يتعلق الأمر بيتامى الحروب ، الذين صاروا يملؤون بلادنا للأسف ، بسبب نزاعات يصنعها ويؤججها الشيطان وأولياء الشيطان بين إخوة في الدم والدين والوطن ، مهما كانت الذرائع والمبررات والدوافع ..
ولذلك ينبغي التركيز كحل أولي على المشتركات والروابط الأصيلة ، التي تجمعنا كأهل دين واحد ، أو أهل وطن واحد ، أو أهل فطرة واحدة مبنية على الضمير و الإنسانية ، زرعها خالقنا فينا ، لنعيش حياتنا كما يريدها ربنا ، بالمعروف والحسنى .
نحن اليوم بأمس الحاجة الى إيجاد وترتيب الظروف والأرضية التي تمنع أو تقلل نزاعاتنا المسلحة فيما بيننا نحن الأخوة ، وتبعد عنا صراعاتنا المبنية على العنف فيما بيننا نحن الأخوة ، لنتلافى أو نقلل من ضحايا هذه الظاهرة المدمرة التي عصفت ببلادنا وأهلنا ، وأراحت أعداءنا ومبغضينا .
ولابد من الإلتفات الى ان عنوان يتامى الحروب يمكن أن يشمل بمعناه المجازي الواسع ، كل ضحايا الحروب ، الذين فقدوا بسببها الشيء الضروري الذي يحتاجون اليه ، كإحتياج اليتيم الى أبويه ..
فقد نتصور عندئذ وجود يتامى العلم ، و يتامى الصحة ، ويتامى الأمان والإستقرار ، ويتامى الوطن ، و يتامى الإمكانية المادية الضرورية ، و غير ذلك .
وأدهى أنواع اليتم ، هو فقدان النموذج المؤمن الصالح للإقتداء في هذا العالم ، وأتعس اليتامى هم الذين فقدوا دينهم أو مبادئهم أو أخلاقهم بسبب هذه النزاعات ، أو بسبب فقدان الرابط الذي يربط الإنسان بالله تعالى ، وموت الدافع للتكامل والطاعة لخالق الوجود عزوجل ..
هنا يكمن الخطر الحقيقي ، وهنا تكمن الكارثة الكبرى ..
هذه خواطر سريعة ، وكلمات للموعظة كتبتها في يوم ٦/كانون الثاني (يناير) ، الذي إعتبرته بعض الدول والمنظمات الإنسانية يوماً عالمياً ليتامى الحروب ..
ويبقى السؤال : ما الذي سيقدموه ويفعلوه في هكذا مناسبة ، و أغلبهم هم أنفسهم الذين يشعلون تلك الصراعات ويؤججون تلك الحروب .

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار