المقالات والبحوث

دروس من العفة في القرآن الكريم

دروس من العفة في القرآن الكريم
المصدر: واحة_ وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف


دروس من العفة في القرآن الكريم


الدرس اﻻول/قصة النبي يوسف(عليه السلام) رواية حب أم أعظم درس في التقوى..
قبل الدخول في القصة نذكر بعض اﻻمور:
1/بالرغم من أن القصاصين غير الهادفين او من لهم اغراض رخيصة سعوا الى ان يحولوا هذه القصة المهذبة الى قصة عشق يحرك اهل الهوى والشهوة¡¡ وان يمسخوا الوجه الواقعي ليوسف عليه السلام بحيث بلغت الحال ان يصوروا "فيلما سينمائيا" وينشروه بصورة مبتذلة.....إﻻ ان القرآن -وكل مافيه أسوة وعبرة- عكس في ثنايا هذه القصة أسمى دروس العفة وضبط النفس والتقوى واﻻيمان لذا عبر القرآن عنها ب (احسن القصص).
2/ان التدقيق في هذه القصة يكشف هذه الحقيقة للانسان وهي ان القرآن معجز في جميع ابعاده ﻻن اﻻبطال الذين يقدمهم في قصصه أبطال حقيقيون ﻻخياليون وكل واحد في نفسه منهم منعدم النظير.
3/ﻻشك ان قصة يوسف كانت مشهورة ومعروفة بين الناس قبل اﻻسلام ﻻنها مذكورة في 14 فصلا من سفر التكوين في التوراة..
يقول الله سبحانه وتعالى: (نحن نقص عليك احسن القصص بما اوحينا إليك هذا القرآن وان كنت من قبله لمن الغافلين ).
ولم ﻻتكون هذه القصة احسن القصص مع انها ترسم في فصولها المثيرة أسمى دروس الحياة ويمكن اجمالها ببعض اﻻمور:
1/جهاد النفس ،نحن نعرف ان اعظم الجهاد في اﻻسلام هو جهاد النفس الذي عبر عنه في حديث عن النبي صلى الله عليه و آله ب"الجهاد اﻻكبر" اي هو جهاد اعظم من جهاد العدو الذي عبر عنه بالجهاد اﻻصغر.....وإذا لم يتوفر في اﻻنسان الجهاد اﻻكبر بالمعنى الواقعي -اساسا- فلن ينتصر في جهاده على اعدائه.
2/لقد خرج يوسف من هذا الصراع منتصرا ﻻنه التجأ الى الله تعالى وإستعاذ به وقال : (معاذ الله).
3/بناء شخصية وعبوديته المقرونة باﻹخلاص التي عبر عنها القرآن (انه من عبادنا المخلصين) يستفاد منها أنها منحته القوة والقدرة ليخرج من ميادين الوسوسة التي تهجم عليه من الداخل والخارج بانتصار.
يقول اﻻمام علي بن ابي طالب"امير المؤمنين" في دعاء الصباح بأسلوب جميل رائق :(وان خذلني نصرك عند محاربة النفس و الشيطان فقد وكلني خذﻻنك الى حيث النصب والحرمان ).
كما ينقل عن اﻻمام الصادق أنه قال :" من ملك نفسه إذا رغب وإذا رهب وإذا اشتهى وإذا غضب وإذا رضي حرم الله جسده على النار".
4/نجاة يوسف من هذه اﻻزمة الخطرة التي اوقعته فيها امراة العزيز تتجلى في ان الله سبحانه وتعالى ﻻيترك عباده المخلصين في اللحظات المتازمة وحدهم (إنه من عبادنا المخلصين ) وﻻيقطع عنهم امداداته المعنوية...بل يحفظ عباده بألطافه الخفية .وهذا الثواب في الواقع هو مايمنحه الله جل جلاله ﻻمثال هؤلاء العباد وهو ثواب الطهارة والتقوى واﻻخﻻص.
5/أن اﻻلتواء في السلوك الجنسي ومحاولة ممارسته بنحو غير مشروع يقتاد الشخصية الى نتائج ليست في صالح الممارس حيث اخفقت امرأة العزيز في تحقيق الممارسة فضلا عن انها قادتها الى المصير البائس الذي نقلته النصوص المفسرة.
6/أن المراة التي ﻻتخاف الله تعالى قد تتحول من شخصية محبة الى شخصية معادية في ساعات محدودة في حالة عدم تحقيق حاجاتها غير المشروعة حتى وصل اﻻمر الى امرأة العزيز ان تودع العفيف في السجن فضلا عن تشويه سمعته ، ومن هنا ندرك أهمية الحقيقة التي أشار إليها أهل البيت عليهم السلام الى مامؤداه : من ان المراة تصبر على الحب اعواما لكنها ﻻتكتم كراهيتها ساعة .حتى انها ﻻتتورع البته من ايقاع الرجل في التهلكة سواء اكان ذلك متصلا بتشويه سمعته او بانهاء حياته.
7/ومن ابرز الحقائق التي يجب التركيز عليها هو تجنب عنصر اﻻثارة اساسا.حيث ان لقاء الرجل بالمراة ينبغي ان يتم في تحفظ بالغ المدى والمشرع اﻻسلامي حينما يمنع لقاء الجنسين لغير ضرورة انما ياخذ عنصر اﻻثارة بنظر اﻻعتبار اي يمنع المحادثة او النظر او الخلوة بين الجنسين.
8/ضرورة ان يصدر المرء عن سلوك موضوعي في تصرفاته ﻻ ان يتلبس بقناع الفضيلة تحت دافع ذاتي ملوث يحن الى الرذيلة في اعماق نفسه.

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار