المقالات والبحوث

بقلم الشيخ مهدي المالكي من وحي ذكرى ولادة سيدة العفاف ( يوم العفاف العالمي ) عفة الأفكار رأس كل عفاف

بقلم الشيخ مهدي المالكي من وحي ذكرى ولادة سيدة العفاف  ( يوم العفاف العالمي ) عفة الأفكار رأس كل عفاف
المصدر: واحة_ وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف


بقلم الشيخ مهدي المالكي من وحي ذكرى ولادة سيدة العفاف
( يوم العفاف العالمي )
عفة الأفكار رأس كل عفاف
_________________
لما كانت " العفة راس كل خير " كما ورد عن أمير المؤمنين (ع) ،وكانت الأفكار أصل ومنشأ ومنطلق كل قول وفعل وسلوك خارجي لبني البشر كان الحرص على إنتقاء وتبني الأفكار الإيجابية أهم مايجب على كل إنسان مراعاته والتنبّه إليه في مسيرة حياته الإنسانية، وكان الحرص على طهارة وزكاة وذكاء وعفة هذه الأفكار أهم مسؤوليات هذا الإنسان ، فعفة الأفكار أصل ورأس كل فرد فرد من أفراد العفة النفسية منها والسلوكية ،
ولذا كانت
أهم القرارات في حياة كل انسان هو قرار اختيار الفكرة التي ستصبح غذاءاً للعقل البشري تزوّده بالطاقة وتمده بالقدرة على القيام بوظائفه المتنوعة فـ(طعام الذهن هو الفكـرة) كما قيل , والذهن البشري يستقبل يومياً أكثر من (60000) فكـرة , وكل ما تحتاجه هـذه الأفكـار لتتحوّل الى مشاعر وأحاسيس ومن ثُمّ الى أفعال وسـلوكيات خارجية هـو (اتجّاه) تسير فيه لتواصل طريقـها ,وهذا الاتجّاه قد يكون اتجاهاً ايجابياً يؤدي الى مصير ايجابي , وقد يكون سلبياً ويؤدي الى مصير سلبي , وتـقع مسؤولية تحديد نوع الاتجاه على الانسان الذي امره الله تعالى بأن يدقّق ويتأمّل قبل أن يحدّد هذا الاتجاه.
أفكارك طعام نفسك الحقيقية :
تـقع مسؤولية تحديد نوع الاتجاه النفسي والفكري على الانسان الذي امره الله تعالى بأن يدقّق ويتأمّل قبل أن يحدّد هذا الاتجاه:
(فلينظر الانسان الى طعامه)
فطعام الذهن أولى وأحقّ بالعناية والاهتمام من طعام الجسم من جميع الجهات ،وخصوصاً من جهة وجوب ذكاته وطهارته وابتعاده عن الشبهة , وضرورة الاعتناء بجودته ومراقبة مصادره مراقبةً دقيقة ،وضرورة أن يكون هذا الطعام طعاماً ايجابياً يفرز أفعالاً وسلوكيات خارجية ايجابية , وعلينا الحذر كل الحذر من سلبية هذا الطعام ( الأفكار) , لكي لا نقع في محذور تهيئة الأرضية النفسية الفاسدة في نفسها والصالحة لإستقبال الشيطان وتحركات جنوده وأعوانه من دوافع النفس الوهمية , والتي لن تجر علينا إلّا الويلات والشقاءات المتعاقبة في حاضر أيامنا ومستقبلها , الويلات والشقاءات والعذابات التي جلبناها لأنفسنا بأنفسنا , ثمّ نهرع الى الله تعالى لتخليصنا منها ومن شر الشيطان وأعوانه الذين كانوا السبب الأول في ايقاعنا فيها ! ,
فإطعام الذهن الأفكار السلبية يمكن ان نقرأه قراءة مفادها : إنّ هذا الإطعام إطعام للشيطان وأعوانه من الدوافع الوهمية في النفس البشرية , فمرتع الشيطان وجنوده وأعوانه وحاضنتهم وبيئتهم الصالحة هو محلّ الأفكار السلبية , وكلما ازدادت هذه الأفكار تركيزاً كميّاً ونوعيّاً في النفس البشرية إزدادت فرص عيش ونمو وتعاظم قوة وسلطة الشيطان وأعوانه في هذه النفس , فالسماح للأفكار السلبية من التمكّن والإستيلاء على ساحة النفس هو نوع إغواء وإغراء للشيطان وجنوده واعوانه للإستحكام والتسلط والسيطرة على خواطر وأفكار وسلوكيات صاحب هذه النفس , وكيف لا تتمتع بهذه القوة وهذه السلطة وقد تهيأت لها (حكومة الشيطان وأعوانه ) الظروف الملائمة والدعم المتواصل والتغذية التي لا تنقطع موادها للتقوّي والنمو والتمدّد في ساحة النفس , تهيأت لها الافكار والمشاعر السلبية التي تعتبرها هذه الحكومة الظالمة الفاسدة المفسدة ألذ وأشهى الأطعمة , وأكثرها قرباً من نفسها الشريرة , فهذه الأفكار والمشاعر افضل الحواضن والمراتع التي تتناسب طبيعتها مع طبيعة هذه الحكومة ورغباتها المنحرفة وآمالها وأحلامها العريضة التي طالما أرادت رؤيتها متجسدة في نفوس وعقول وافعال وسلوكيات بني البشر , الذين نذر الشيطان نفسه وتوعّد بإغوائهم وحرفهم عن رسالات السماء وتعاليم الأنبياء (ع) .

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار