المقالات والبحوث

موعظة للنساء من محبة لهن بقلم امل الموسوي

موعظة للنساء من محبة لهن بقلم امل الموسوي
المصدر: واحة_ وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف

 

موعظة للنساء من محبة لهن بقلم امل الموسوي

بسمه تعالى
ان حالات تأخر الزواج ومعاناة الارامل والمطلقات.. وما يترتب على ذلك من اذى نفسي وعاطفي تشكل ضغوطاً وامتحانات عسيرة وقد ترتكب بعضهن انحرافات أخلاقية وشذوذاً بسبب ظلم المجتمع لهن.. فقد يلجأ بعض النفوس المريضة إلى ابتزاز هؤلاء النساء تحت ضغط الحاجة المادية والعاطفية.. لذلك ننصح أولياء الأمور خاصة والمجتمع بصورة عامة بالتعاون في رفع معاناة هذه الشريحة الكبيرة والعزيزة علينا والدعوة الى وضع الحلول والعلاجات لرفع المظلومية عنهن ومليء الفراغ العاطفي والمادي والديني.. من خلال النقاط التالية:
1- الدعوة إلى تجنب المثيرات العاطفية والجنسية.. وعدم مشاهدة الأفلام والمسلسلات اللاأخلاقية والتي تدفع بعض ضعاف الايمان إلى الانحراف والشذوذ.. فضلاً عن الاثم الكبير في مشاهدة مثل هذه المشاهد حيث ورد في مضمون الحديث (لكل عضو حظ من الزنا وزنا العين النظر إلى ما حرم الله تعالى). ولأن الابتعاد عن النظر الحرام يؤدي الى الحماية من الانحراف والشذوذ بدليل الآية القرآنية التي تقول (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ) (النور:30) (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ) (النور:31).
2- تزويج البنت حتى ولو كانت طالبة بشرط ان تكون راشدة عاقلة وعدم رفض الخطاب بحجة انها في فترة دراسة لان الحديث يقول (اذا جاءكم من ترضون دينه وامانته يخطب فزوجوه وان لا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)والتهاون في ذلك يؤدي إلى تأخير زواج البنت وتعرضها إلى امتحانات صعبة فوق طاقتها في زمان كثر فيه الفساد والانحراف.. قد يؤدي بها الحال إلى زوال عفتها.. فما المانع من الجمع بين الدراسة والزواج فالمهم هو الصيانة والحماية والمحافظة.
3- واما ما يتعلق بالأرامل والمطلقات والعوانس وما يمرون به من ابتلاء.. فان هذا البلاء مما يرفع درجتهم عند الله تعالى.. لان المؤمن مبتلى والحديث يقول (اذا أحب الله عبداً ابتلاه) فنوصيهم بالصبر للحصول على درجة الصابرين حيث قال تعالى (وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ) (البقرة:45) وقال (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) (البقرة:155) وقال (الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) (البقرة:155ــ156).
4- ان المصيبة في الآية السابقة لا تنحصر بالموت.. بل أن كل بلاء يصيب الانسان هو شكل من اشكال المصيبة فعلى العبد أن يستحضر معاني الصبر والايمان.. وان هناك تعويضاً وأجراً من الله تعالى في الدنيا والآخرة حيث قال الصادق (ع) (من ابتلي من المؤمنين ببلاء وصبر عليه كان له مثل أجر الف شهيد).
5- على المطلقة أو الارملة والعانس أن تسعى دوماً إلى مليء الفراغ العاطفي والمادي بالدخول في مشاريع إنسانية وخيرية والتعامل برحمة مع الفئات المتضررة من اجل استنزال رحمة الله تعالى والسعي في قضاء حوائج المحتاجين.. وهذا ايضاً من الصبر.. فسوف يعوضها الله تعالى نصراً ومكاسباً مادية ومعنوية تنسى ما ألمّ بها من تضرر وقد يرزقها الله تعالى بزوج صالح بفضل ما تتحلى به من سيرة حسنة وأخلاق كريمة وعفة وورع وتقوى حيث ورد في الحديث (ان النصر مع الصبر، والفرج مع الكرب) (وان مع العسر يسرا).
6- عليهن الاقتداء بالمتميزين من المتضررين وذوي العاهات الذين لم تمنعهم عاهتهم عن الابداع والتفوق بل صار ذلك حافزاً لهم لمزيد من التحصيل والاجتهاد والحصول على الشهادات والدرجات العالية.. فعليهن الدخول إلى الدراسات الاكاديمية وتحصيل العلوم الحوزوية والتفوق فيها لان هذا الطريق فيه بركات كثيرة.. فالعلوم الحوزوية تثقف النساء عقائدياً وروحياً وتحصيل الايمان والتسليم والرضا.
7- ان ممارسة الهوايات النافعة كالخياطة وعمل المعجنات المنزلية والاكلات السريعة والاتفاق مع العوائل والاسر والمحلات في بيعها وترويجها إضافة إلى التحلي بالعفه والأخلاق الكريمة وهذه الأمور كلها مقومات النجاح في حياة الارملة والمطلقة والعانس بل في حياة النساء جميعاً.
8- وقد سمعنا عن امرأة مطلقة تتحلى بكرم الاخلاق والعلم والمعرفة والطيبة وهي طالبة في أحد الحوزات في احد المحافظات اختارتها زميلتها المحبة لها.. حيث خطبتها لزوجها واقنعت أولادها بالقبول بها وقد رزقت بطفل وربحت احتضان الاسرة لها بفضل طيبتها ونكران ذاتها وخدمتها لهم واخلاصها لدرجة انها تكفلت بجميع احتياجاتهم المنزلية ومن ضمنها تفقد حاجة الزوجة الأولى العلاجية والغذائية ولا تتصرف أي تصرف يثير غيرتها أو يستفزها ويستفز أولادها.
9- على الارملة والمطلقة والعانس أن تتصرف كأم البنين حينما دخلت بيت الزهراء (عليها السلام) أذا أختارت ان تكون زوجة ثانية.. حيث اشترطت على علي (عليه السلام) ان يقبلون بها كخادمة لهم جميعاً وطلبت منه ايضاً ان

لا يناديها باسمها (فاطمة) رعاية لمشاعر أولاد الزهراء (عليها السلام) فسماها (ام البنين).. وعملت على ذلك الايثار والحب وعلمت أولادها التواضع والمحبة ونكران الذات مع أولاد الزهراء (عليها السلام) وتضحيتهم بأرواحهم في عاشوراء وخدمة زينب (عليها السلام) في واقعة كربلاء فبادلوها نفس الحب والاحترام والوفاء.
10- ان الحياة لم تتوقف فمن ابتلى ببلاء عليه ان يسعى بكل جهده لاشغال نفسه بتلك المشاريع.. فالمطلقة والارملة والعانس هؤلاء فئات عزيزة ومحترمة ويمارسن أدوار إيجابية ومهمة لا غنى للمجتمع عنها فكل يعمل من موقعه ما يثبت ذاته فقيمة كل امريء ما يحسنه.
11- وقد تقضي المصلحة الإلهية من تحقق هكذا بلاء لانه لو صرفه الله إلى غيره لهلك.. حيث ورد في مضمون الحديث (ان من العباد من لا يصلحه الا الفقر ولو صرفه الى غيره لهلك) وان هذا الابتلاء مما يرفع درجته عند الله تعالى ومما يكون سبباًُ في الدخول في مشاريع ومصلحة عامة أو خاصة لا تتحقق الا مع هذا الابتلاء فعلى ذوي الابتلاء الصبر والشكر على كل حال والقول (والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه).
12- على ذوي الابتلاءات التعلم من زينب (عليها السلام) والتي صبرت على ما مرّ بها من مصائب.. والقول (ما رأيت الا جميلاً) حينما سألها يزيد كيف رأيتِ صنع الله بأخيك الحسين.
13- ان الله تعالى يقول خلقتُ الخلق متفاوتين في حالاتهم فمنهم الغني والفقير والاعمى والبصير والجميل والذميم والعالم والجاهل والصحيح والسقيم.. الخ فينظر الصحيح الى السقيم فيحمدني على عافيته وينظر الذي به العاهة إلى الصحيح فيدعوني ويصبر على بلائه فأثيبه جزيل عطائي وهكذا عند كل تفاوت ويقول الله تعالى وانا الله الملك القادر.. وهكذا فأن لكل فرد يقدم ويعمل ويعبد حسب ما يعيشه من ظرف ولا فضل لأحد على أحد الا بالتقوى حيث قال تعالى (وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً) (الزخرف:32) وعلى الانسان ان يرضى بما قسم الله حيث قال تعالى (وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً) (النساء:32).
فهناك حكم أخرى في وجود هذا التفاوت في الحالات والابتلاءات .. ومن هذه الحكم ايضاً هي معرفة قيمة الشيء فالنور لا تحسّ بنعمته الاّ مع وجود الظلام ولا تعرف قيمة الغنى الاّ اذا كان هناك فقر ولا تعرف قيمة العافية وشكرها حتى تعرف المرض ولا تعرف قيمة الشبع حتى تعرف معنى الجوع ولا تعرف قيمة الجمال حتى تدرك معنى القبح.. وذلك امتحان للعباد كيف يتراحمون ويتباذلون ويتحابون ويقنعون ويؤمنون ويصبرون وكل ذلك من اجل تكاملهم وتفاضلهم ووصولهم إلى درجة التقوى حيث قال تعالى (إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) (الحجرات:13).

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار