المقالات والبحوث

رسالة للمعلم، بقلم السيّد بهاء الموسوي

رسالة للمعلم، بقلم السيّد بهاء الموسوي
المصدر: واحة _ وكالة أنباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف


رسالة للمعلم، بقلم السيّد بهاء الموسوي
انت تملك مفاتيح التغيير

بسم الله
من اين يبدأ التغيير اذا اردناه...

اولا

‏لا أحد ينكر دور المعلم
لكن كثير من المعلمين مع الاسف
لا يقومون بدورهم الكامل كما ينبغي
(بقصد أو بدون قصد)
وأنا هنا لا أعمم، بالتأكيد يوجد الكثير من المعلمين الملتزمين والواقعين لدورهم التربوي
لكن
معظم أولياء الأمور يعانون من مستوى أبنائهم الدراسي
رغم جهودهم على ابنائهم
هنا نتسائل
هل المشكلة في المدرسة أم في البيت
ام في شيء آخر..

ثانيا

‏بداية لا اعتقد بأن المشكلة في المستوى العلمي لمعلم اليوم
ولكن المشكلة عنده بالتأكيد في كيفية كسب التلاميذ نفسيا
وانشاء علاقة ودودة معهم
والخروج من الصرامة والهوانة الى الوسطية والمحبة

المعلم مكتشِف
لا يقل عن اي مكتشف اخر فيزائي جيلوجي كيمائي او ديني
فهو يكتشف طاقات تلامذته واسخراج مالديهم من قدرات وامكانات

ثالثا

التلاميذ اذا كرهوا المدرسة
وكرهوا المعلمين
لا يحبون الدراسة والتعليم
التلاميذ ليسوا كالطلبة الكبار يفكرون بعقولهم
بل يفكرون باحاسيسهم وقلوبهم
وهذه نقطة جوهرية لابد من ادراكها جيدا

اذا كان المعلم والإدارة المدرسية ينقصهم فهم العوامل النفسية لكسب التلاميذ
فإن التلاميذ لا ينجذبون للمدرسة
وان ذهبوا
يذهبون بلا قلب واحساس واقبال

رابعا

اجريت استقراء على عينة من تلامذة الصف الرابع ابتدائي فما فوق
فأحصيت من اجاباتهم هذه الاسباب بتصرف

واجبات كثيرة عليهم
ضعف العلاقة بين المعلم والتلميذ
صورة المعلم سلبية عند التلاميذ
بسبب المجتمع والوالدين
تركيز المعلم على إنهاء المنهج سريعا
ولو على حساب ءهنية وفهم التلميذ
أساليب غير تربوية لضبط سلوك التلاميذ
كالصراخ والضرب والاحراج والتوبيخ
غياب الدور التربوي عند المدرسة
بالمتابعة والتهذيب وزرع المحبة بين التلاميذ
نقص النشاطات الترفيهية المدرسية
وحصرها في فرصة قصيرة او درس واحد
غياب فن الابداع والتجسيد للمعلومات
فالتلميذ يحب العلم مجسدا لا مجردا
الظغط النفسي المزدزج بين البيت والمدرسة
فالتلميذ في المدرسة لابد ان يدرس
وفي البيت لابد ان يدرس اكثر
مع غياب التنظيم لوقت تدريسه
غياب عنصر التشجيع والتشويق
التشجيع للنجاح والتطوير اكثر
والتشويق ليترقب التلاميذ لليوم التالي اكثر

خامسا

خطأ كبير

‏يشتبه المعلم كثيرا
وتخطئ ادارة المدرسة
اذا اعتقدوا اذا لم يتعاون معهم البيت في تدريس الطفل
(فأنهم لا يتحملون مسؤولية تدريس الطفل،)
كلا
الدور الرئيسي للبيت هو التعاون مع المدرسة في تشجيع الطفل على الدراسة وليس تدريسه
وليس تدريسه
[ مشكلة كبيرة يقع بها الأهل
حين يجعلوا بيوتهم مدرسة ثانية ]
هنا يتم قتل المدرسة معنويا
بنفس التلميذ....
البيت يربي والمدرسة تدرس
البيت يشجع والمدرسة تدرس
البيت يهيء والمدرسة تدرس
فتفطنوا جيدا

سادسا

لتحبيب التلاميذ بالعلم والمعلم

يقضي المعلم بعض الوقت في ملاطفة التلاميذ وممازحتهم...بذوق واطار عام
ينوّع المعلم طرق تدريسه وأساليبه
ويتفنن بذلك
وهذا نظام الحمومية
اول ما تدخل للصف تعطي نكته طرفة
حكمة قصة قصيرة لعبة جميلة
حتى يحبوك ويحبون درسك
ولا يكون جامدا على طريقة واحدة
تقسيم التلاميذ لمجموعات للتنافس وليس أفراد للتحاسد
البعد عن أي عقاب مؤلم نفسي أو بدني....
ولا يكون العقاب هدفا بل وسيلة
تكون الواجبات المدرسية متنوعة ليس كلها دراسية
قسم منها فكرية تنضيجية ابداعية خلاقة
وغيرها...
عدم الجمود التام على المنهج
وعدم الخروج التام عن المنهج
الاهتمام بالمنطوين نفسيا او يعيشون حالة العزلة او الصعوبة بالتعلم
دون اشعار الاخرين بذلك

سابعا

ازالة الفكرة السلبية التي تقول :
[ ان جيل الماضي هو الاحسن
نحن ‏‎‎نقدر نصنع جيل متميز
ولا نعتمد ونتعذر ونتحسر
ان جيل الماضي هم الأحسن اذا كان اولياء الامور والمعلمين يقومون بدورهم
كذلك جيلنا ااحالي يكون الافضل
اذا ادى المعلم تكليفه
واهتمت الاسرة بابنائها
نعم نقدر نغير كل شي
أولياء امور ومعلمين نصنع جيل متميز
انهضوا

ثامنا

لابد من الاعتراف بصعوبات التعليم
والوسائل المتاحة
من مدارس وصفوف
وكثرة التلاميذ في الصف الواحد
هذا كله نعم
لكن لابد من بذل المجهود الجاد
والتخطيط الدقيق
والربط بين الواقع والذهنية
والتعامل النفسي السليم مع التلاميذ
وادخال عنصر الابداع لنتغلب على الواقع ونغيره..

اخيرا

المعلمون انتم اعلى رتبة في المجتمع
انتم
لا يقل دوركم عن الفقهاء والمجاهدين
فانتم تضعون اللبنة الاولى للمجتمع
وتصنعون البصمة الاهم
صناعة الانسان بيدكم
فكم لكم من الشرف والرفعة
كل الفقهاء والاطباء والمهندسين والرؤساء والحكماء والمصلحين والخيرين
مروا على ايديكم
وكنتم انتم الخطة الاولى في مسيرتهم
لذلك نطلب منكم هذا
لانكم تصنعون نواة المجتمع
شكرا لكم
وسدد الله جهودكم

دعواتنا لكم ومحبتنا لكم.

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار