المقالات والبحوث

العمل يؤدي إلى العلم الدكتور الحاج عماد الهلالي

العمل يؤدي إلى العلم الدكتور الحاج عماد الهلالي
المصدر: واحة _ وكالة أنباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف


العمل يؤدي إلى العلم
الدكتور الحاج عماد الهلالي

ورد في الحديث الشريف (من علمَ عمل، ومن عمل علم) وسنضرب لكم مثالاً كيف يؤدي العمل إلى العلم.
خذ مثلاً لو علمت بالحديث الشريف (مَنْ عيّر بشيء بُلي به) ثم عملت به أو انتبهت إليه وراقبته في الحوادث التي أمامك لرأيت الحكمة منه.
يُحكى نقلاً عن قول السيد الخوئي أنه رأى أحد زوار العتبة العلوية يصلي في طريق الزائرين، فلامه في نفسه، ولكنه وجد نفسه بعد حين يصلي في الطريق أيضاً، فتذكر الحادثة الأولى التي لام فيها ذلك الزائر.
ورغم أن السيد الخوئي لم يعيّره لنطبق عليه الحديث، ولكنه فعل شيئاً مشابهاً.
فيمكن أن نوسع معنى الحديث إلى اللوم أو عدم قبول العذر أو المؤاخذة والإدانة قبل معرفة عذر الطرف الآخر.
ولو تساءلنا عن الحكمة من هذه الموازنة بين تعيير ومؤاخذة الآخرين وبين ابتلاء المراقب بنفس ما عيّر به، لأمكننا أن نخمن عدة أمور تنفعنا في معرفة النفس.
وذلك أن كل ما حولنا مرتب وفيه موعظة وعبرة كما روي عن الإمام الحسين (عليه السلام)، فإذا كان الشيء في الخارج ولم نفهمه من زاوية النظر التي ننظر إليه من خارجه سيحصل لنا ذلك الشيء من داخلنا فننظر إلى المشهد من الداخل ونعرف المعاذير والدوافع لأنها في داخلنا.
ومنه نعلم أيضاً أن هناك مستويات ودوائر للتفهيم منها ما يكون في الخارج وفي آفاق عالم الخارج ومنها ما يكون في داخل النفس، وكلها متصلة متطابقة بحسبها [لتركبن طبقاً عن طبق، فما لهم لا يؤمنون] كما نوهّنا إليه في شرح آية النور الشريفة.
وتوجد عبر في الحديث وفي القصة أكثر من مجرد احتمال وجود عذر للمصلي في الطريق، وكذلك دلالات عرضية كثيرة في الحديث الشريف وفي القصة لمن انتبه إليها، فاعملوا لتعلموا.

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار