موعظة الاربعاء
لآية الله الشيخ باقر الايرواني

جاء في كتاب سيدنا ومولانا امير المؤمنين (ع) لابن عباس :
{فليكن سرورك بما نلته من آخرتك وليكن أسفك على ما فاتك منها وما نلته من الدنيا فلا تكثرن به فرحاً وما فاتك منها فلا تأسفن عليه حزناً وليكن همك فيها بعد الموت }
الكتاب بحسب الصوره الظاهريه لابن عباس ولكنه موجه لي واليك كما هو واضح يريد ان يخاطبنا .
فليكن سرورك انت فيما لو وجدت عملاً تنتفع فيه بآخرتك وحزنك اذا اردت ان تحزن لفوات اخرتك عليك .
فالفرح لما يحصل في الآخره والحزن فيما لم أحصل عليه بالآخره اما ما يحصل في الدنيا فلا تكثر عليه فرحاً ولاتتأسف عليه زائدا
واجعل همك وتوجهاتك لما بعد الموت . ولكن اذا لاحظنا واقعنا نجده على العكس فنفرح اذا حصلنا على شيء ولكن لا نحزن على ما فاتنا في الآخره.
في يوم صدر مني غِيبه لشخص او تجاوزت عليه لا أبقى متألماً لهذه الحاله ، وكيف يكون حالي في الآخره جرّاء هذا الفعل ولكن اذا فاتني شيء من الدنيا تراني احزن والقرآن يخبرنا
{فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا فأن الجحيم هي المأوى } {بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وآبقى }
وهذه وصيه القرآن ووصية أمير المؤمنين ونحن لا بد ان نلتفت ، وان انبه نفسي ماهي الوصفه الناجعه واحد من هذه الامور التي ينتفع بها في هذا المجال تقرأ كلمات اهل البيت الوعظيه فقد تركوا لنا تراثاً قيماً في مجال الأدب والاخلاق وحسن المعاشرة وتربية النفس ولكن مع الاسف نحن لا نهتم بهذا المجال .
ولا بد ان تكون مواعظ ائمتنا مصاحبه لنا .
وهناك قضيه اخرى علينا ان نسأل انفسنا ماذا اعددت وماذا قدمت هذا التأمل مع النفس له تأثير على الانسان وعلى سلوكه ، ولكن البعض غارق وبعيد وانا لا انتقد هؤلاء بل اقول اللهم احفظني وقل الحمد لله الذي أخذ بيدي . اللهم خذ بيدي وننتبه الى انفسنا ونجري دوماً المحاسبة
ونقرأ القرآن الكريم ؛
{ما عندكم ينفد وما عند الله باق }
{وليجزين الذين صبروا اجرهم بأحسن ماكانوا يعملون }
والحمد لله رب العالمين.