أخبار الحوزة العلمية

الشيّخ هادي آل راضي (دامت بركاته) يحذّر من مرض الجهل المركب من خلال موعظة الاربعاء

الشيّخ هادي آل راضي (دامت بركاته) يحذّر من مرض الجهل المركب من خلال موعظة الاربعاء
المصدر: واحة _ وكالة أنباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف


الشيّخ هادي آل راضي (دامت بركاته) يحذّر من مرض الجهل المركب من خلال موعظة الاربعاء


حذّر سماحة الشيّخ الاستاذ في الحوزة العلميّة في النّجف الأشرف الشيّخ هادي آل راضي في درسه يوم الأربعاء المنصرم من ظاهرة متفشية في اوساط المجتمع بشكل عام وفي الوسط الدّينيّ بشكلٍ خاصّ وهي ظاهرة الجهل المركب حيث أسماها (دام تأييده): بـ (مرض الجهل المركب).

فتحدّث قائلا:
هناك ظاهرة ـ وهي أكثر من ظاهرة ـ يبتلي بها الناس، ونحن من أشدّ المبتلين بها، وهي ظاهرة أو مرض الجهل المركب
إنّ الإنسان بواقعيه جاهل لكنّه يعتقد بأنّه عالم ويجهل بأنّه جاهل؛ لذلك سمّي بالجهل المركب.
طبعاً هذا الجهل لاشك بأنّ له أسباب تكوينيّة، لكن ليست هي تمام العلّة فهناك أسباب له ينبغي الالتفات إليها
من هذه الأسباب :
١ _ نفس الجهل هو سبب من أسباب الجهل المركب، بمعنى أنّ الإنسان عندما يكون عالماً حقيقة لايبتلى بهذا المرض؛ لأنّ الإنسان كلما ازداد علماً يزداد علماً بأنّه لازال جاهلاً إلا باليسير اليسير.، فإنّ الجهل هو أحد أسباب الجهل المركب؛ لذلك ترى العلماء لا يبتلون بهذا المرض.

٢- من يحيطون بمن يصاب بهذا المرض، وهذا هو السّبب الأهم، هولاء من يكثرون المديح له والمبالغة في الاحترام الزائد فمن هذا الأمر سوف تطرأ له حالة بأنّه عالمٌ وما شابه، وأنّه لو رجع إلى المنطق لوجد أنّ هولاء يتقربون له لمصلحة ولامورٍ أخرى.
إنّ هذا المرض خطير جداً ليس على الإنسان نفسه، بل على المجتمع
لو افترضنا أحد النّاس افترض نفسه عالماً وهو ليس كذلك ووجدت الأطراف الّتي تشجع على ذلك واشتهر بأنّه عالمٌ، فإنّه سوف يبلي الأمة؛ لأنّه سوف ينخدع كثير من النّاس باتباعه بالتقليد والآراء وهذا خطيرٌ جداً وهذا ينشأ باعتقاده بأنّه عالم
نحن نتكلم عن انسان عالم وهو ليس كذلك وهذا مرض خطيرٌ، وهذا مرض ليس له علاج بخلاف الجاهل فإنّه له علاج بحيث يقبل النّصيحة ويقبل التّعلم والتّعليم، أمّا الجاهل بالجهل المركب فإنّه يرى نفسه أكبر شأنا من الآخرين فلا يقبل النّصيحة منهم فيبقى مصراً على جهله ومن هنا يكون الحذر من الوقوع بهذا المرض لأنّنا نبتلي به أكثر من غيرنا نتيجة كلمة نسمعها من هنا أو اطراء أو مديح نسمعه من هناك فتكون هذه من جملة المكائد الّتي يصطادنا الشّيطان بها فعلينا أنْ نحذرَ ولا نعتقد في أنفسنا بأنّنا وصلنا درجة عالية.
في أدعية الصّحيفة السجّاديّة وفي الخصوص في دعاء مكارم الأخلاق وارد قول الإمام (عليه السّلام): « اللّهمّ لا ترفعني درجة عند الن؟اس إلا حفظتني عند نفسي بقدرها».
هذا في الرفع الحقيقي الواقعي لا تحدث لي عزاً ظاهراً إلّا احدثت في نفسي ذلة باطنة مثلها، هذا في العزّ الحقيقي والرفعة الحقيقة الامام يقول لا تحدث لي عزاً واقعيّاً إلّا أن يكون هناك توازن بين العزّ الحقيقي في الخارج وبين ما في داخلي، احدث لي في مقابل ذلك ذلة باطنة في نفسي مثلها
اذن ما ظنّك بالعزّ الصّوري العزّ الغير واقعي أن لانغتر به فإنه لا واقع له فينبغي أن حذر منه ولا ننخدع بهذه الأشياء
قد تصدر كلمة من شخص لا عن قصد لكن يكون لها تأثير نفسي في الإنسان حتّى لو كانت كلمة بسيطة، بأن يمدح درسك أو يمدح مذاكرتك أمثال ذلك قد تكون لها تأثير نفسيّ وقد تكون سبب في أن يقع الإنسان في هذا المرض الّذي ليس له علاج في الحقيقة .
نستجير بالله تعالى من ذلك .
والحمد لله رب العالمين

 

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار