المقالات والبحوث
هل تعلم ماهو نعيم الجنة ؟
هل تعلم ماهو نعيم الجنة ؟
عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : جعلت فداك يا بن رسول الله شوّقني .
فقال عليه السلام :
يا أبا محمّد إنَّ من أدنى نعيم الجنّة يوجد ريحها من مسيرة ألف عام من مسافة الدنيا .
وإنَّ أدنى نعيم الجنَّة منزلاًَ لو نزل به أهل الثقلين الجن والإنس لوسعهم طعاماً وشراباً ولا ينقص مما عنده شيء .
وانّ أيسر أهل الجنّة منزلةً من يدخل الجنّة فيرفع له ثلاث حدائق ، فإذا دخل أدناهن رأى فيها من الأزواج والخدم والأنهار والأثمار ما شاء الله مما يملأ عينه قرة ، وقلبه مسرّة ً، فإذا شكر الله وحمده قيل له :
إرفع رأسك إلى الحديقة الثانية ففيها ما ليس في الأخرى .
فيقول : يا ربِّ أعطني هذه .
فيقول الله تعالى : إن أعطيتك إيَّاها ، سألتني غيرها .
فيقول: ربِّ هذه ، هذه .
فإذا هو دخلها شكر الله وحمده .
قال : فيقال : افتحوا له باب الجنّة ، ويقال له : إرفع رأسك ، فإذا قد فتح له باب من الخلد ، ويرى أضعاف ما كان فيما قبل ، فيقول عند تضاعف مسرَّاته :
ربِّ لك الحمد الذي لا يحصى إذ مننت عليّ بالجنان ونجيتني من النيران .
قال أبو بصير : فبكيت ، قلت له : جعلت فداك زدني .
قال : يا أبا محمّد إنَّ في الجنّة نهراً في حافته جوار نابتات إذا مرَّ المؤمن بجارية أعجبته قلعها ، وأنبت الله مكانها أخرى .
قلت: جعلت فداك زدني .
قال : المؤمن يزود ثمانمائة عذراء ، وأربعة آلاف ثيِّب .
قلت : جعلت فداك ، ثمانمائة عذراء ؟!
قال : نعم ما يفرش فيهنَّ شيئاً وجدها كذلك .
قلت : جعلت فداك ، من أيِّ شيء خلقن الحور العين ؟
قال : من تربة الجنّة النورانيَّة ، ويرى مخ ساقيها من وراء سبعين حُلَّة ، كبدها مرآته ، وكبده مرآتها .
قلت : جعلت فداك ، ألهنَّ كلام يكلمنَّ به أهل الجنّة ؟
قالر: نعم ، كلام يتكلمنَّ به لم يسمع الخلائق بمثله .
قلت : ما هو ؟
قال : يقلن نحن الخالدات فلا نموت ، ونحن الناعمات فلا نبوس ، ونحن الميقات فلا نظعن ، ونحن الراضيات فلا نسخط ، طوبى لمن خلق لنا ، وطوبى لمن خُلقنا له ، نحن اللواتي لو أنَّ قرن أحدانا عُلق في جو السماء لأغشى نوره الأبصار .
تفسير علي بن إبراهيم ج ٢ ص ٨٢ ـ ٨٣
اللهم وفقنا لأن نكون من عبادك الصالحين المتقين ورزقنا جنتك مع أوليائك الطاهرين بحق محمد وآل محمد
© Alhawza News Agency 2019