رشحاتٌ نورانيّة في شرح الخطبة الرّمضانيّة، الحلقة الأولى.
الشيّخ ميثم الفريجي

قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( أيُّها الناس قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة )

ينسب النبي (صلى الله عليه واله) شهر رمضان الى الله تعالى تعظيما وأجلالا لهذا الشهر الكريم لما فيه من مقومات الوصول اليه تبارك وتعالى ، وما يحمله من بركة ورحمة ومغفرة ، فيتلطّف الله تعالى بعباده ويأمر هذا الشهر بالاقبال على الناس حاملا فيوضاته والطافه ونفحاته
لذا ينبغي للمؤمن أن يستقبله معظما ومكرما ومستعدا للولوج فيه ونيل البركات منه .
فالبركة : كثرة الخير في الدنيا والاخرة
والخير الحقيقي هو الذي يلازم الانسان ويدوم معه ، وانما يتحقق ذلك في الآخرة حيث الجنان والنعيم المقيم
اما خير الدنيا فهو وان كان مشروعا لكنه زائل لا محاله ، فلا يفرح المؤمن به على حساب ما ادخره الله تعالى له في الدار الآخرة
وأما الرحمة التي يقبل بها شهر الله تعالى فهي الرحمة الخاصة التي تخص أهلها من المؤمنين والمتقين ، قال تعالى :(وَ رَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْ‏ءٍ فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ الَّذِينَ هُمْ بِآياتِنا يُؤْمِنُونَ) الاعراف : 156
وليس الرحمة العامة التي وسعت دائرة الوجود بأسرها فأنها مبذوله لجميع مخلوقات الله ولا تخص صنفا دون آخر ولا وقتا دون غيره .
ومع البركة والرحمة تأتي المغفرة ليستر الله الذنوب ويعفو ويصفح عن العيوب ليخرج المؤمن من هذا الشهر نقيا طاهرا بمقدار ما أحسن وأدى من شروطه
ففي الرواية عن النبي صلى الله عليه وآله انه قال لجابر بن عبد الله : ( يا جابر هذا شهر رمضان، من صام نهاره ، وقام ورداً من ليله ، وعفَّ بطنه وفرجه ، وكفَّ لسانه، خرج من ذنوبه كخروجه من الشهر، فقال جابر : يا رسول الله ما أحسنه من حديث ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : وما أصعبها من شروط )
وحذاري ان تمر أيام وليالي هذا الشهر من دون أستزاده وإقبال فأن الشقي من حرك غفران الله في هذا الشهر
وقد ورد عن الامام الصادق عليه السلام :( إنه من لم يغفر له في شهر رمضان ، لم يُغفر له الى قابل الّا أن يشهد عرفة )