المقالات والبحوث

كيف نصدق بأن الله رحيم؟ الشيخ علي رضا بناهيان

كيف نصدق بأن الله رحيم؟  الشيخ علي رضا بناهيان
المصدر: واحة _ وكالة أنباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف

 


كيف نصدق بأن الله رحيم؟
الشيخ علي رضا بناهيان

كيف نرجو رحمة الله؟ نرجوها بأن نعتقد اعتقاداً راسخاً بأنّ الله رحيم ولا نُسيء الظن به تعالى.

نحن بحاجة إلى رحمة الله أكثر من حاجة الطفل إلى حنان أمه بكثير. هل تدرك أنت احتياجك إلى رحمة الله؟

________
#علي_رضا_بناهيان

لماذا لا نذوق حلاوة رحمة الله؟ ينبغي أن نحزن ونوبّخ أنفسنا على أنه: لماذا علاقتنا بالله مقطوعة؟ وهذا التوبيخ تحديداً هو الذي يفتح لنا الأبواب. أتعلمون مَن الذي علاقته بالله مقطوعة؟ هو ذلك الذي لا يذوق حلاوة رحمة الله ورأفتِه بكل كيانه، ولا يتمنّاها بتمام وجوده، ولا يلتذّ بها، ولا يهلك لفقدها.

حاجة الإنسان إلى رحمة الله تفوق هذا المعنى بكثير، فهي ـ في الحقيقة ـ المحيي لأرواحنا ومصدر الطاقة لحياتنا. فهل يا ترى نحس مثل هذه الحاجة إلى رحمة الله ورأفته؟ ماذا نصنع كي يبرز مثل هذا الإحساس في نفوسنا؟ كيف نستجدي رحمة الله ونتوسّل إليه في طلبها؟

من أجل أن تتمكن من تمنّي رحمة الله واستجدائها يتحتّم عليك أن تعتقد بها اعتقاداً راسخاً، لا أن تطرق باب الله وأنت تسيء الظن به فتقول مشكّكاً: "هل سيغفر لي؟ هل سيستجيب دعائي؟ بل هل سيعتبرني آدميّاً؟ وهل سيسمع صوتي؟.." فبهذه الطريقة لا يمكنك أبداً أن تتمنّى رحمة الله وتستجديها!

نحن بحاجة إلى رحمة الله، لكن ما كلّ إنسان يدرك هذه الحاجة. هل تدرك أنت احتياجك إلى رحمة الله؟ لا بد لنا أن نلتذّ برحمة الله، لكن هل نحن نلتذّ بها حقّاً؟ يجب أن نشاهد كل أشكال الرحمة التي أسبغها الله علينا، لكن هل نشاهدها حقّاً؟ يتعيّن علينا أن نشكر الله دوماً على ألوان رحمته، لكننا عاجزون عن المبالغة في شكره، لأننا لا نرى هذه الرحمة ولا ندركها بعمق.

نحن محتاجون إلى رحمة الله أشدّ من احتياج الأطفال إلى حنان أمّهاتهم، وليس لله في عالم الخلقة عمل غير اللطف بعبده والرحمة به، وهو تعالى على استعداد لأن يرحم عبده إلى ما لا نهاية. ومهما أدركتم من رحمة الله فستظلون محتاجين إلى إدراكها أكثر.

كيف نصدّق بأنّ الله رحيم؟ وفي أي الأمور علينا أن نلمس رحمته؟ فلتجعلوا ضالّتَكُم، لفترةٍ ما من الزمن، السؤالَ التالي: "هل اُدرك أن الله رحيم؟ وكم أنا بحاجة إلى هذه الرحمة؟" وأفضل الأوقات لذلك هو شهر رمضان المبارك.

يقول العلامة القاضي(ره): "رأيت في عالم المكاشفة أن رحمة الله الواسعة هي الحسين(ع)". فحبّك للإمام الحسين(ع) يعني أنك تحب الاتصال بهذه الرحمة، وهذه نشأة من نشآت طعم رحمة الله هذه! فإن كنتَ تلتذّ بذكر مصاب الحسين(ع)، فهذه اللذة هي عينُ رحمة الله.. طعمها هكذا! كل ما في الأمر أنهم أنعموا بهذا الجزء منها علينا لنتذوّقها بسبب كل ما قاساه الحسين(ع) من آلام!

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار