المقالات والبحوث

(بداية العام الدراسي 1440 هجري 2018-2019 قيمة العلم والعلماء)

 (بداية العام الدراسي 1440 هجري   2018-2019    قيمة العلم والعلماء)
المصدر: واحة - وكالة أنباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف

 

(بداية العام الدراسي 1440 هجري 

2018-2019

 

قيمة العلم والعلماء)

 

مراجعنا القرى الظاهرة

 

اللهم صل على محمد وآل محمد 

 

قال تعالى  (وَ جَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً وَ قَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَ أَيَّاماً آمِنِينَ) 

 

شاء الله تعالى بحكمته ولطف ان يقيض لهذه الامة علماء امناء الله على حلاله وحرامه وجعلهم واسطة بيننا وبين امام زماننا ع ،،،

فالقرى التي باركنا فيها هم محمد وآل محمد بقولهم نحن والله القرى التي بارك الله فيها ،،،،،،والقرى الظاهرة هم الفقهاء الذين افنوا اعمارهم من اجل هداية الناس وارشادهم الى طريق الصواب وقد شاء الله ان يتعدد العلماء ويتيسر على المؤمنين السير اليهم والنهل من معارفهم ويدخلوا في كفالتهم وحصنهم الآمن .........

ولكن للاسف اصحاب القلوب القاسية ارادوا التفرقة بين العلماء من اجل ان نحرم هذا الامن والامان بقولهم (فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وظلموا انفسهم ) فلما لم يشكروا هذه النعمة العظيمة وكفروا بها جاءهم الرد الصاعق:... (فجعلناهم احاديث ومزقناهم كل ممزق) فحولوا النعمة الى نقمة وبدلوا الامان والوحدة بالخوف والفرقة ......

هذا هو حالنا للاسف الشديد استبدلنا المن والسلوى بالثوم والبصل وبدلا من ان نصون علمائنا ونضعهم تيجان على رؤسنا اعرضنا عنهم واستهزئنا بهم واختلفنا فيما بيننا (فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ )......

بدلا من ان يكون تعدد العلماء رحمة وامان ووحدة لنا كحديقة الزهور الغناء التي تختلف في الوانها وعطورها فتشم هذه وتستمتع بالنظر الى تلك بدلنا هذه النعمة كفرا ان الاختلاف بين العلماء في الاراء والفتاوى لايعني ان هذا العالم مسدد من الامام والاخر غير مسدد كما اشتهر عن ان الامام قال عن الشيخ المفيد (افد يا مفيد فان اخطأت فعلينا التسديد؟ او عليك الفتوى وعلينا التسديد ونحو ذلك من تعابير متشابهة؟) فقد يفهم البعض ان التسديد محصور بمرجع واحد وباقي المراجع الذين يخالفوه بالرأي غير مسددين من الامام ع فالتسديد من الامام ع ليس خاصا بالمراجع بل يشمل جميع المؤمنين ،،،،وذلك تجده واضحا في قوله ع (أنا غير مهملين لمراعاتكم ولا ناسين لذكركم ، ولولا ذلك لنزل بكم اللأواء – أي الشدائد – أو اصطلمكم الأعداء ) وقوله ع (واني لامان لاهل الارض كما ان النجوم امان لاهل السماء) ......

نعم للعلماء خصوصية لما لهم من دور كبير في حفظ الامة من الزيغ والانحراف اما موضوع الاختلافات بين العلماء فامر طبيعي كونهم اولا غير معصومين وكل منهم يبذل جهده من اجل الوصول الى الحكم الشرعي الذي قد يكون موافقا للحكم الواقعي وقد لايكون فان اصاب فله اجران وان اخطأ فله اجر وهذا امر طبيعي جدا والمقلد في كل الاحوال قد برأت ذمته بمجرد العمل بفتوى المرجع الجامع للشرائط وثانيا هم  ع قد اعطوا فلسفة لهذا الخلاف بقولهم ع (نحن اوقعنا الخلاف بينكم وراعيكم الذي استرعاه الله امر غنمه اعلم بمصالح غنمه ان شاء فرق بينهم لتسلم وان شاء جمع بينهم لتسلم ).........

 

 (الراعي اعلم بمصالح غنمه) لو سلمنا زمام امورنا بيد راعينا ولم نسلم امرنا لانفسنا الامارة بالسوء لاعطتنا السماء قطرها والارض بركتها كما يقول الامام الحسن ع مخاطبا معاوية(فاقسم بالله لو ان الناس بايعوني واطاعوني ونصروني، لاعطتهم السماء قطرها، والارض بركتها، ولما طمعتم فيها يا معاوية،).....

فالامام ع يد الله الباسطه ونعمته السابغة ولو ان غنم الراعي بقيت تحت توجيههة لارشدها الى مصالحها ولكنها اذا ما تفرقت وتركت الراعي فان الذئاب ستحتوشها وقد امرنا الامام بالرجوع الى الفقهاء فالله الله فيهم التفوا حولهم ولا تضيعوهم فان ضياعهم يعني ضياع الدين 

،،جاء في رواية الشيخ الصدوق عن حسن ابن محبوب عن يعقوب بن سراج قال قلت لابي عبد الله ع : (تبقى الارض بلا عالم حي ظاهر يفزع  اليه الناس في حلالهم وحرامهم فقال لي : اذن لايعبد الله يا ابا يوسف)....

 

وعلينا ان نلازم الاخلاص ونكون مع ائمتنا كالميت بين يدي الغسال فاذا وجدوا فينا ذلك فانهم سيرشدونا وياخذوا بايدينا نحو صلاحنا وسيجيبونا عن كل ما يختلج في صدورنا فقد ورد عنهم ع 

(ما من عبد احبنا فأخلص في معرفتنا وسال عن مسالة الا ونفثنا في روعه جوابا لتلك المسألة) ..   

ختاما انقل لكم بعض الروايات الورادة في تفسير الاية محل الشاهد واسالكم الدعاء ...

 

جاء في الاحتجاج عن الباقر عليه السلام في حديث الحسن البصري في هذه

الآية قال عليه السلام بل فينا ضرب الله الأمثال في القرآن فنحن القرى الّتي بارك الله

فيها وذلك قول الله عزّ وجلّ فيمن اقرّ بفضلنا حيث امرهم ان يأتونا فقال وجعلنا بينهم

وبين القرى التي باركنا فيها اي جعلنا بينهم وبين شيعتهم القرى التي باركنا فيها قرىً

ظاهرة والقرى الظاهرة الرسل والنقلة عنّا الى شيعتنا وفقهاء شيعتنا وقوله سبحانه وقدّرنا

فيه

 

ا السّير والسير مثل للعلم سير به فيها ليالي وايّامًا مثل لما يسير من العلم في اللّيالي

والأيّام عنّا اليهم في الحلال والحرام وافرائض والاحكام آمنين فيها اذا اخذوا عن

معدنها الذي امروا ان يأخذوا منه آمنين من الشكّ والضلال والنقلة من الحرام

الى الحلال.

 

وعن السجاد عليه السلام انّما عني بالقرى الرّجال ثم تلا آيات في هذا المعنى

من القرآن قيل فمن هم قال نحن هم قال اولم تسمع الى قوله سيروا فيها ليالي وايّاماً

آمنين قال آمنين من الزّيغ.

 

وفي الإِكمال عن القائم عليه السلام في هذه الآية قال نحن والله القرى التي

بارك الله فيها وانتم القرى الظاهرة.

 

وفي العلل عن الصادق عليه السلام في حديث ابي حنيفة الذي سبق صدره في

آخر المقدّمة الثانية سيروا فيها لَيَالِيَ وايّاماً آمنين قال مع قائمنا اهل البيت عليهم

السلام.

 

حسين المرعبي 

الجمعة المباركة 18 محرم 1440

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار