أخبار اسلامية

اثار الذنـوب الموعظة الاخلاقية لسماحة الشيخ الاستاذ عبد الرضا الرويمي

 اثار الذنـوب  الموعظة الاخلاقية لسماحة الشيخ الاستاذ عبد الرضا الرويمي
المصدر: واحة - وكالة أنباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف

 

اثار الذنـوب

الموعظة الاخلاقية لسماحة الشيخ الاستاذ عبد الرضا الرويمي

 

(( مِّمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَارً))

مما لا شك فيه ولا ريب ومن الامور المسلمة ان للذنوب والمعاصي والسيئات اضرار جسيمة واثار كثيرة وجمة تنعكس على الفرد وعلى المجتمع وتنعكس على القلب وعلى البدن سواءً في الحياة الدنيوية او الحياة البرزخية او الحياة الاخروية , فالذنوب تترتب عليها اثار  وعقوبات البتة لا محال , نعم الانسان بعض الاحيان يغفل ويجهل ويتصور ان الذنب لايترتب عليه شيء ولكن في الواقع الذنوب لها اثار موبقة .

وعلى عجالة نشير الى بعض تلك الاثار :

الاثر الاول : حرمان العلم :

 فأن العلم نورٌ يقذفه الله سبحانه وتعالى في قلب عبده والمعصية والذنب يطفئ ذلك النور ويطفئ تلك الشعلة لان الذنب يعمي البصيرة واذا عميت البصيرة انطمس النور الذي يسير به الانسان  في هذا الطريق وتلتبس عليه السبل والمسالك وتحجب عنه النفحات الإلهية وسبل الهداية ولهذا قال النبي الاكرم (ص) اتقوا الذنوب فانها ممحقة للخيرات ان العبد ليذنب الذنب فينسى به العلم الذي كان قد علمه .

الاثر الثاني : وحشة القلب 

وتبدأ هذه الوحشة بين العبد وربه فيشعر بالجفاء والانقباض وعدم الاقبال على عبادة ربه ثم تنعكس هذه الوحشة على تعامل الانسان مع عباد الله سبحانه وتعالى ثم تقوى هذه الوحشة فتنعكس على سلوكه مع زوجته وعياله واخوانه وامه وابيه , ولهذا تراه اذا اتسم بهذه الوحشة لا يستمع الى نصيحة ولا يؤثر فيه كلام ولا يميل الى صلاح فتجعل هذه الوحشة حياة الانسان مرارةً لانها تبعد الانسان عن الشعور بلذة اللقاء بالله تعالى .

الاثر الثالث : قلة التوفيق وتعسر الامور

  فلا يتوجه الانسان المذنب الى امرٍ من الامور الا ويجد الابواب مغلقةً امامه او متعسرة عليه , بينما من اتقى الله سبحانه وتعالى جعل له من امره يسراً ((ومن يتق الله يجعل له من أمره يُسرًا )) اما من عطل التقوى واوغل في الذنوب والمعاصي والابتعاد عن الله سبحانه وتعالى فالله يجعل له من امره عسرا وليس يسرا , فإي توفيق وفلاح واي رجاء ونجاح يرجوا العبد ويأمل من الله تعالى وقد قطع مابينه وبين خالقه بالذنوب والمعاصي .

الاثر الرابع: حرمان الرزق 

فكما ان تقوى الله سبحانه وتعالى هي مجلبة للرزق كما في قوله تعالى : (( وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ )) وقوله تعالى  ((وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ  ))

كذلك فان ترك التقوى والايغال في المعاصي والذنوب يجلب الفقر والفاقة والتعسر واشد ترك للتقوى هو مقارفة الذنوب والمعاصي  فما استجلب رزق الله تعالى بمثل ترك المعاصي , قال النبي الاكرم (ص) ان العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه .

الاثر الخامس : محق بركة العمر 

فان المعاصي تمحق بركة الدين والدنيا وتمحق بركة العمر فالعبد اذا اعرض عن الله سبحانه وتعالى واشتغل بالمعاصي ضاعت عليه ايام حياته الحقيقية , فان عمر الانسان هو حياته بالله سبحانه وتعالى وكما ان حقيقة الحياة هي حياة القلب وحياة القلب لا تكون الا بالبر والتقوى وطاعة والله سبحانه وتعالى لهذا وصف الله الكافرين الذين هم اكثر الخلق اضاعة للحياة الحقيقية وصفهم بانهم اموات قال تعالى ((أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ )) .

الاثر السادس : حرمان الطاعة 

فان الطاعات بيد الله سبحانه وتعالى ولا يحصل الانسان على طاعة الى بتوفيق الله سبحانه وتعالى الطاعة تحتاج الى توفيق وهداية من الله فحينما يختار العبد طريق المعصية والحياة المظلمة المسودة بالذنوب فان ذلك يقطع عليه طريق الطاعة فلا يوفق لها ويحرم من حلاوة العبادة فلا يستذوق حلاوتها حتى قيل ان الذنب قد يحرم الانسان من صلاة الليل بذنب قد يقترفه بالنهار .

الاثر السابع : لباس الذل

فالمرء اذا اصاب ذنباً سراً كان ذلك او علانية ً اصبح وعليه مذلته فالعز حقيقة العز بطاعة الله سبحانه وتعالى , والذل حقيقة الذل بمعصية الله سبحانه وتعالى .

الاثر الثامن : هوان المذنب على الناس 

ان للمذنب هوان في عيون الناس فيحدث له سقوط من اعين الناس سقوط الجاه والمنزلة والكرامة والسقوط عن قلوب الناس فيصبح خامل الذكر ساقط القدر يرثى لحاله , بينما ترى العبد الذي يختار طريق طاعة الله سبحانه تعالى وهو من اهل الطاعة والتقوى تراه من اكرم الخلق على الله تعالى ((إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ))  .

الاثر التاسع : زوال النعم

 

ان النعم تحفظ وتستنزل بطاعة الله تعالى اما المعاصي فهي الافات المانعة التي تحجب النعم فاذا اراد الله تعالى حفظ النعمة لعبده الهمه رعايتها بطاعته والابتعاد عن معصيته واذا اراد الله تعالى زوالها عن عبده خذله الله تعالى فرما عصاه العبد في تلك النعمة فيؤدي الى زوالها ولهذا نقرأ في دعاء كميل (اَللّهُمَّ اغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتي تُغَيِّـرُ النِّعَمَ ) فالذنوب لها تأثير اساسي في تغير النعم وزوالها وعن امير المؤمنين (ع) قال (ما زالت نعمة ولا نضارة عيش إلا بذنوب اجترحوا، إن الله ليس بظلام للعبيد ) 

الاثر العاشر : الطبع على القلب 

اذا تكاثرت الذنوب طبع على قلب المرء فكان من الغافلين لان القلب كما قالوا يصدى كما يصدى الحديد كما روي عن النبي (ص) ( إن المؤمن إذا أذنب ذنبا كانت نكتة سوداء في قلبه ، فإن تاب ونزع واستغفر سقل منها قلبه ، وإن زاد زادت حتى يعلق بها قلبه فذلك الرين الذي ذكره الله في كتابه ) كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ) فيصير القلب والعياذ بالله في غشاوة وغلاف فيتولاه حينئذ الشيطان ويسوقه حيث اراد .

الاثر الحادي عشر : نزول النقم 

كما نقرأ في دعاء كميل (اَللّـهُمَّ اغْفِـرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتي تُنْزِلُ النِّقَمَ )  فللذنوب شؤم واثار سيئة في الدنيا والاخرة كمنع اجابة الدعاء (اللّـهُمَّ اغْفِرْ لي الذُّنُوبَ الَّتي تَحْبِسُ الدُّعاءَ  )  وضيق الصدر وسوء الخاتمة وعذاب الاخرة واضافة الى كل ذلك  الى ما يشاهد ويرى من فساد في البر والبحر قال تعالى (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ  )  ولقد جاء في الاثر إن للحسنة نورا في القلب وضياء في الوجه وسعة في الرزق وقوة في البدن ومحبة في قلوب الخلق، وإن للسيئة ظلمة في القلب وسوادا في الوجه وضيقا في الرزق وضعفا في البدن وبغضا في قلوب الخلق .

نسأل من الله سبحانه وتعالى ان يوفقنا لمراضيه وان يجنبنا معاصي.

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار