المقالات والبحوث

القبس الثامن والأربعون من دعاء الندبة

القبس الثامن والأربعون من دعاء الندبة

((اللّهُمَّ وَنَحنُ عَبِيدُكَ التّائِقُونَ إِلى وَلِيِّكِ المُذَكِّرِ بِكَ وَبِنَبِيِّكَ، خَلَقْتَهُ لَنا عِصْمَةً وَمَلاذاً وَأَقَمْتَهُ لَنا قِواماً وَمَعاذاً وَجَعَلْتَهُ لِلمُؤْمِنِينَ مِنّا إِماماً))

في نهاية دعاء الندبة يتوجه النادب لله تعالى متوسلا و متضرعا لتعجيل فرج إمام زمانه الغائب و في هذا التضرع بيان و درس لشيء من حال المؤمن الحقيقي المحب لإمام زمانه و حقيقة الامام.

اذ ان المحب الحقيقي لإمامه يجب ان يكون في حال شوق مستعر لإمام زمانه و الا يكون شوقه له كشوقه لسائر الاشخاص و الاشياء بل ان يكون شوقه لامام الزمان هو المهمين و المحرك لقلبه كما كان حب و شوق يعقوب ليوسف

ثم يسترسل هذا المحب في تبيان علة شوقه للإمام (عجل الله فرجه) و الغاية منه و حقيقة الامام (عجل الله فرجه) فيقر ان هذا الشوق هو لله رب العالمين الذي قال في كتابه الكريم:

((و ابتغوا اليه الوسيلة))

و امام الزمان (عجل الله فرجه) هو بقية الله و وسيلتنا اليه في زماننا و هو وارث اباءه الحجج الذين جعلهم الله تعالى و كما تصف مولاتنا السيدة الزهراء (عليها السلام) ذلك في خطبتها :
((فجعل الله طاعتنا نظاما لله و امامتنا امان من الفرقة))

و كما تصف الروايات الشريفة في كون الامام هو وتد الارض و هادي الناس و عين الدين و لسان القرأن و الطريق الى الله تعالى و بذلك فهو يعصم الناس من الضلال و يكون ملاذهم في الشدائد و كهف الله للعباد و يكون عزوتهم و قوامهم و امام المؤنين حيث يقتدون بأفعاله.

و أن هذه الفقرة هي شبيهة بتلك التي تبين شوق النبي يعقوب (عليه السلام) لولده النبي يوسف (عليه السلام) حيث لم يكن شوقه له لكونه ولده و انما لولاية النبي يوسف (عليه السلام) على ابيه فكان النبي يعقوب (عليه السلام) يعبد الله بالبكاء على يوسف حتى ابيضت عيناه لانه بكى على فراق ولي الله.

و في ختام هذه الفقرة من الدعاء نسأل الله أن يعجل فرج امام زماننا و أن يعف عنا بحقه و يجعلنا من خدامه و انصاره بحق محمد وآل محمد .

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار