المقالات والبحوث

خدمة الناس سرُّ التوفيق ✍️ الشيخ عماد مجوت

خدمة الناس سرُّ التوفيق  ✍️ الشيخ عماد مجوت
المصدر: واحة - وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف

خدمة الناس سرُّ التوفيق

 

✍️ الشيخ عماد مجوت 

 

 

     التوفيق والنجاح في الحياة بكل أبعادها مطلب ذاتي يجده كل إنسان في نفسه، وكل إنسان له طموحاته الخاصة التي يسعى لأن يوفق فيها ، فتختلف باختلاف منشأ ما يطلبه ويسعى له. ومن هنا كان طلب التوفيق والنجاح لأجل كونهما مقدمة لتحقيق غاية الإنسان وتوفير عوامل سعادته.

 

#وركيزة التوفيق، وباب السعادة حيث كانت خدمة العباد: ﴿وَسارِعوا إِلى مَغفِرَةٍ مِن رَبِّكُم وَجَنَّةٍ عَرضُهَا السَّماواتُ وَالأَرضُ أُعِدَّت لِلمُتَّقينَ * الَّذينَ يُنفِقونَ فِي السَّرّاءِ وَالضَّرّاءِ وَالكاظِمينَ الغَيظَ وَالعافينَ عَنِ النّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ المُحسِنينَ﴾ [آل عمران: ١٣٣-١٣٤]. فحين كان الإنفاق ونفع الناس كانت محبته ورضوانه تعالى ومعها جنته، وحيث كان الإنفاق وخدمة الناس كان محسناً..

 

#فحقيقة التوفيق عندما تكون يد العبد بيد الرب، وحقيقة السعادة عندما تكون قدم العبد على صراط الرب، ولا يكون كذلك إلا وكان محسناً: ﴿وَمَن أَحسَنُ دينًا مِمَّن أَسلَمَ وَجهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبراهيمَ حَنيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبراهيمَ خَليلًا﴾ [النساء: ١٢٥]. 

 

#ولا يمكن أن تكون الحيلة والمكر سرا للتوفيق والسداد، ومجرى الأمور بيده تعالى، وهو لا يسدد إلا من كان محسناً 

و لا يكون الإحسان إلا حيث التقوى والصبر، كما في قوله تعالى: ﴿قالَ هَل عَلِمتُم ما فَعَلتُم بِيوسُفَ وَأَخيهِ إِذ أَنتُم جاهِلونَ * قالوا أَإِنَّكَ لَأَنتَ يوسُفُ قالَ أَنا يوسُفُ وَهذا أَخي قَد مَنَّ اللَّهُ عَلَينا إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصبِر فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضيعُ أَجرَ المُحسِنينَ﴾ [يوسف: ٨٩-٩٠].

 

#ومقدمات السعي مساوية للنتيجة، فمن قصد الخير في خدمة الناس كان التوفيق والسداد مساوياً له، ومن قصد غير الخير في خدمة الناس كان عدم التوفيق مساوياً له : ﴿مَن يَشفَع شَفاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَهُ نَصيبٌ مِنها وَمَن يَشفَع شَفاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَهُ كِفلٌ مِنها وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ مُقيتًا﴾ [النساء: ٨٥].

 

#وحيث كانت العبادة مفتاح السعادة كانت خدمة العباد عبادة فكانت مفتاحاً للسعادة : ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اركَعوا وَاسجُدوا وَاعبُدوا رَبَّكُم وَافعَلُوا الخَيرَ لَعَلَّكُم تُفلِحونَ ۩﴾ [الحج: ٧٧]. وفعل الخير في خدمة العباد .

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار