المقالات والبحوث

وَاذكُر عَبدَنا ✍️ الشيخ عماد مجوت

وَاذكُر عَبدَنا  ✍️ الشيخ عماد مجوت
المصدر: واحة - وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف

وَاذكُر عَبدَنا

 

✍️ الشيخ عماد مجوت 

 

    في الوقت الذي يجسد القرآن الكريم مبدأ تكرمة رجالات الرسالة السماوية ويجعلهم قدوة و أسوة ينبغي ذكرهم وتسجيل أسماءهم والاستلهام من سيرتهم ومواقفهم في عديد من آياته كما في قوله تعالى: ﴿وَاذكُر عِبادَنا إِبراهيمَ وَإِسحاقَ وَيَعقوبَ أُولِي الأَيدي وَالأَبصارِ * إِنّا أَخلَصناهُم بِخالِصَةٍ ذِكرَى الدّارِ * وَإِنَّهُم عِندَنا لَمِنَ المُصطَفَينَ الأَخيارِ * وَاذكُر إِسماعيلَ وَاليَسَعَ وَذَا الكِفلِ وَكُلٌّ مِنَ الأَخيارِ * هذا ذِكرٌ وَإِنَّ لِلمُتَّقينَ لَحُسنَ مَآبٍ * جَنّاتِ عَدنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الأَبوابُ﴾ [ص: ٤٥-٥٠]. #يؤسس كذلك منهج الاعتزاز والتكرمة لكل ما يسجل فيه ذلك كما في قوله تعالى : ﴿لَقَد أَنزَلنا إِلَيكُم كِتابًا فيهِ ذِكرُكُم أَفَلا تَعقِلونَ﴾ [الأنبياء: ١٠]. #فقوله﴿فِيهِ ذِكْرُكُمْ﴾ فِيهِ عِزُّكُمْ، وَشَرَفُكُمْ، إِنِ اتَّعَظْتُمْ بِهِ. #ومع هجره وعدم الاستفادة منه تغيب للعقل والحكمة ولذا قال بعده ﴿أَفَلا تَعقِلونَ﴾.

 

#ثم سجل ذلك بقانون المسؤولية الشرعية بقوله تعالى: ﴿وأنه لَذِكرٌ لَكَ وَلِقَومِكَ وَسَوفَ تُسأَلونَ﴾ [الزخرف: ٤٤]. فقوله ﴿وَإِنَّهُ﴾ أي: هذا القرآن الكريم ﴿لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ﴾ أي: فخر لكم، ومنقبة جليلة، ونعمة لا يقادر قدرها، ولا يعرف وصفها، ويذكركم أيضا ما فيه الخير الدنيوي والأخروي، ويحثكم عليه، ويذكركم الشر ويرهبكم عنه، ﴿وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ﴾ عنه، هل قمتم به فارتفعتم وانتفعتم، أم لم تقوموا به فيكون حجة عليكم، وكفرا منكم بهذه النعمة"؟ تفسير السعدي.

 

#فاذا كان تسجيل رجال رسالات الوحي ثقافة قرآنية كان صاحب القرآن، والموحى به إليه الحبيب المصطفى ( صلى الله عليه وآله وسلم) أولى الناس بذلك، وكيف يغيب عنه وهو المبلغ به، وأي رجالات الرسالة المحمدية البيضاء أعلى كعباً وأعظم سهماً من أخيه وصهره ووزيره أمير المؤمنين عليه السلام.

 

#فإذا كان القرآن ذكرنا لنا وشرفا، وكان ذكره لرجال الرسالة دعوة قرآنية بدأها من حديثه عن ولاداتهم كما في يحيى وعيسى ومريم عليهم السلام ولو لأجل خصوصية الموضوع الكاشف عن منزلة صاحبه، كان ذكر أمير المؤمنين عليه السلام وتخصيص يوم مولده ولو لخصوصية موضوع ولادته، كاشفاً عن منزلة صاحبه عليه السلام، وحيث كان ذكره أتباعاً لسيرة القرآن الكريم كان الاعراض عنه تغيبا للعقل والحكمة كما في تغيب القرآن الكريم.

 

#ومن هذا المعين الصافي دون اللسان الصادق في العالمين الحبيب المصطفى ( صلى الله عليه وآله وسلم) ذلك بقوله: «ذِكر عليٍّ عبادة». مكرراً في الكتب والتواريخ، أتباعاً لسيرة القرآن الكريم وتكريمه، وإذا كان القرآن قد سجل ميلاد الصالحين من عباده وجعله ذكرا يتلى في كتابه كان ما سجله الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) بحق ذكر أمير المؤمنين (عليه السلام) كونه عبادة داعياً للمؤمنين بأن يكون ميلاد الكرار ذكرا له لأنه عبادة .

 

#ولا يجد مؤمن أسما ولا وصفا ولا لقبا لأمير المؤمنين عليه السلام مع كثرتها أقرب إلى النفوس من أسمه الذي قرنه الحبيب المصطفى(صلى الله عليه وآله وسلم) بالعبادة وهو "علي" فإن التعظيم والتقديس له عليه السلام لا يمنع أبدا المؤمن من أن يلتذ بأنس النفوس و بهجتها "علي". فإن أفضل العبادة ما أوجبت أنس النفس وخشوعها . ولله در عبد الباقي 

 

انت العلي الذي فوق العُلا رُفِعا

ببطن مكة وسط البيت اذ وُضعا

 

وانـت نقطةُ باءٍ معْ توحدها

بها جميع الذي في الذكرقد جُمعـا

 

باريتَ شمس الضحى في جنةٍ بزغت

في يوم بدرٍ بزوغ البدر اذ سطعا

 

#ذكر_علي_عبادة

#يوم_المولد_ذكر_وعبادة

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار