المقالات والبحوث

لماذا خرج الامام الحسين عليه السلام ضد يزيد الفاسق؟ بقلم الشيخ عباس الناصري

لماذا خرج الامام الحسين عليه السلام ضد يزيد الفاسق؟ بقلم الشيخ عباس الناصري
المصدر: (واحة) وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف

لماذا خرج الامام الحسين عليه السلام ضد يزيد الفاسق؟ بقلم الشيخ عباس الناصري 

هناك من يحاول ان يلعب بثوابت التاريخ وحقائقه المتاصلة، ويتساءل عن سبب خروج الامام الحسين عليه السلام ضد يزيد، بحجة أن العقل يقضي بعدم تكافؤ الطرفين في تلك المعركة من جهة، وأن الدين يمنع من الخروج على الحاكم وان كان فاجرا من جهة ثانية، متناسين او متغافلين النص التاريخي الذي نطق به سيد الشهداء عليه السلام لما بين سبب نهضته المقدسة ذات الأهداف الكبيرة والشريفة، حيث يقول:
« إِنّى لَمْ أَخْرُجْ أَشِرًا وَلا بَطَرًا ، وَلا مُفْسِدًا وَلا ظالِمًا ، وَإِنَّما خَرَجْتُ لِطَلَبِ الإصْلاحِ في أُمَّةِ جَدّي ، أُريدُ أَنْ آمُرَ بِالْمَعْرُوفِ وَأَنْهى عَنِ الْمُنْكَرِ ، وَأَسيرَ بِسيرَةِ جَدّي وَأَبي عَلِيّ بْنِ أَبيطالِب ».
ومن هنا بودي أن أقول واخاطب من يحاول إثارة تلك التساؤلات او يتعرض لها اصلا : بان محاولة تشويه النهضة الحسينية ومبادئها العظيمة أمر محال، فلا يحاولن احد ان يتعب نفسه او يجند جنوده في سبيل ذلك، لان إرادة السماء تكفلت ان تمنح للحسين عليه السلام ونهضته المباركة الخلود والعلو والرفعة، ومن أراد دليلا على ذلك فليس عليه إلا أن ينظر اليوم للعالم كله وهو متشح بالحزن والسواد، وأن يتابع الفضائيات الناقلة لمجالس الذكر الحسيني الخالد في كل بقاع العالم، وهي تنقل العبر والدروس الحسينية المقدسة؛ وما ذلك إلا لأنه عليه السلام بذل كل ما يملك قربانا لله تعالى ودينه الحنيف، فلم يخضع ولم يطمع، ولم يساوم ولم يرتض لنفسه ان تعيش حياة العبيد للملوك والظلمة، فكان له ولنهضته المجد والخلود.
كما اقول لأحباب الامام الحسين عليه السلام وهم يستقبلون ايام الشهادة والإباء الحسيني: أحيوا أمر اهل البيت عليهم السلام، وخصوصا الحسين بن علي ونهضته الخالدة، ومصيبته العظيمة، واعملوا على إحياء ما نهض الحسين لإحيائه، وهو مبدأ الإصلاح في أمة المصطفى صلى الله عليه واله وسلم، ولذا اوصيهم ونفسي بجملة وصايا:
١- لا تستسلموا اذا ما واجهتم يزيدا اخر، يحاول ان يجعل منكم عبيدا له، وقولوا له قولة الحق، ودافعوا عن دينكم ومبادئكم، لتكونوا حسينيين قولا وعملا.
٢- ولا تخضعوا اذا ما رأيتم اعداء الدين والإنسانية يحاولون النيل منكم ومن عقائدكم وتقاليدكم الكريمة، لأنكم اقوى واكبر واعز كلما تمسكتم بدينكم وعقيدتكم وتقاليدكم تلك.
٣- وتمسكوا بحوزتكم ومراجعكم، لانه آخر سلاح للأمة، وقد أدرك الكثير من المراقبين ان سبب صمودكم وسر هيبتكم يكمن في التزامكم بالحوزة والمراجع الكرام، وكيف لا يكون كذلك، وهو وصية أئمتكم عليهم السلام، الذين عملوا على حفظ وجودكم وعزتكم في كل وصاياهم الخالدة، واعلموا ان وجودكم وعزتكم وعزتكم اليوم وغدا بحوزتكم ومراجعكم والتمسك بهما، إلى أن يظهر امامنا وولي أمرنا روحي له الفداء.
٤- واعملوا دائما على قضاء حوائج المؤمنين والمؤمنات، فإنه اقرب القربات إلى الله تعالى، وأعظم ما أوصى به الإئمة الأطهار السلام، ولا تتاخروا عن معونة اي انسان يحتاج إلى يد الأخوة والمحبة والعون، والمؤمنون أولى بذلك من غيرهم، ولقد ورد في وصايا الامام الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ( عليه السَّلام ) أنه قال: "اعْلَمُوا أَنَّ حَوَائِجَ النَّاسِ إِلَيْكُمْ مِنْ نِعَمِ اللَّهِ عَلَيْكُمْ فَلَا تَمَلُّوا النِّعَمَ فَتَتَحَوَّلَ إِلَى غَيْرِكُم‏"
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآل محمد الطاهرين.
اقل الطلبة
عباس الناصري
١/ محرم الحرام/ ١٤٣٩هج

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار