المقالات والبحوث

رجال من مدرسة اهل البيت عليهم السلام محمد بن مكي بن محمد الشامي العاملي الجزيني (734 ــ 786 هـ)

رجال من مدرسة اهل البيت عليهم السلام محمد بن مكي بن محمد الشامي العاملي الجزيني (734 ــ 786 هـ)
المصدر: واحة - وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف

رجال من مدرسة اهل البيت عليهم السلام محمد بن مكي بن محمد الشامي العاملي الجزيني (734 ــ 786 هـ)

 

، المعروف بالشهيد الأول من كبار فقهاء الشيعة في القرن الثامن الهجري، كما أنه مؤلّف كتاب اللمعة الدمشقية الكتاب الفقهي الشهير، وقُتل شهيداً على يد مخالفي المذهب الشيعي.

 

ولادته ونسبه

ولد الشهيد الأول سنة 734 هـ في جزّين من قرى جبل عامل في لبنان، وأبوه هو الشيخ جمال الدين مكي بن شمس الدين محمد بن حامد.

 

ألقابه:

 

اشتهر الشهيد وفقا لما جاء في المصادر بـ «ابن مكي»، و«الإمام الفقيه»، و«الشهيد» أو «الشهيد الأول».

أسرته

ينتمي الشهيد الأول إلى أسرة معروفة بالعلم والفضل وبلغوا مكانة تجعلهم من كبار عصرهم. وللشهيد ثلاثة أبناء وهم الشيخ رضي الدين، والشيخ ضياء الدين، والشيخ جمال الدين، وكلهم كانوا علماء وفقهاء.وكانت زوجة الشهيد الأول (أم علي) فقيهة ومن النساء اللواتي عملن على ترويج علوم أهل البيت(ع). وكذا ابنته أم حسين واسمها فاطمة فقد كانت من علماء جبل عامل، وقد أطلق عليها لقب «ستّ المشايخ»

 

رحلاته ودراسته

لم يكتفِ الشهيد الأوّل بثقافته التي تلقَّاها في جِزِّين، بل راح يتطلَّع إلى آفاق، فرحل إلى الحلة، وكربلاء المقدسة، وبغداد، ومكة المكرمة، والمدينة المنورة، والشام، والقدس.

 

ولم يمنعه انتماؤه المذهبي إلى أهل البيتعليهم السلام من أن يتعرّف على الثقافة السُنية، فاطَّلع وناظر وحاجج في أجواءٍ علمية رحبة، ونظر في ألوان مختلفة من الفكر، وارتاد مختلف مراكز الحركة العقلية في البلاد الإسلامية، وجالس العلماء والأساتذة، فاستفاد وأفاد، ويكفي في ذلك قول أُستاذه فخر المحققين فيه: ”لقد استفدتُ من تلميذي محمد بن مكي أكثر مما استفاد مني“.

 

مواقفه وخدماته

سعى من خلال علاقاته الواسعة ومكانته في الأوساط العلمية لأن ينجز مهَام كبيرة في مجال الإصلاح والتوجيه، فأخمد فتنة اليالوشي الذي ادَّعى النبوة، وقلَّص الخلافات الطائفية، فوافقه أناس وعارضه آخرون، فكان أن استدعاه حاكم خراسان فيما اعتقله حاكم دمشق، واغتاله فيما بعد.

 

كانقدس سره يَلقى أذىً متواصلاً خلال أعماله، ولكن الذي كان يعانيه لم يُثنه عن أن يُحدث نهضة في علم الفقه وغيره من العلوم، وأن يفتح في جبل عامل أوّل مدرسة فقهية هي: (مدرسة جزين)، وقد تخرج منها عدداً كبيراً من الفقهاء والمفكّرين الإسلاميّين

أقوال العلماء فيه

وردت الكثير من الكلمات في حق الشهيد الأول، ومنها:

 

قال عنه الشهيد الثاني في مقدمة الروضة البهية: ”شيخنا وإمامنا المحقق، البدل النحرير المدقق، الجامع بين منقبة العلم والسعادة، ومرتبة العمل والشهادة، الإمام السعيد أبي عبد الله الشهيد محمد بن مكي أعلى الله درجته، کما شرف خاتمته“.

قال عنه الحر العاملي في أمل الآمل: ”كان عالماً ماهراً، فقیهاً، محدثاً، محققاً متبحراً، جامعاً لفنون العقليات والنقليات، زاهداً، عابداً، شاعراً أديباً، منشئاً، فرید دهره، عديم النظير في زمانه“.

قال عنه محمد باقر الخوانساري في كتابه روضات الجنات: ”أفقه جميع فقهاء الآفاق، وأفضل من انعقد على كمال خبرته وأستاذيته اتفاق أهل الوفاق، وتوحده في حدود الفقه وقواعد الأحكام“.

وقال عنه مصطفى بن الحسين الحسيني التفرشي في كتابه نقد الرجال: ”شيخ الطائفة وعلّامة وقته، صاحب التحقيق والتدقيق، من أجلّاء هذه الطائفة وثقاتها، نقي الكلام جيّد التصانيف“

 

أساتذته

تتلمذ الشهيد الأول على يد كبار العلماء منهم:

 

فخر المحققين ابن العلامة الحلي

أسد الله الصائغ الجزيني

عبد الحميد بن فخار الموسوي

نجم الدين جعفر بن نما الحلي

السيد مهنا بن سنا المدني

السيد عماد الدين بن عبد المطلب الحلي

السيد ضياء الدين عبد الله الحلي

السيد تاج الدين ابن معية الحسيني

السيد علاء الدين بن زهرة الحسيني

الشيخ علي بن طران مطار آبادي

الشيخ رضي الدين علي بن أحمد المزيدي

الشيخ جلال الدين محمد الحارثي

الشيخ محمد بن جعفر المشهدي المعروف بابن المشهدي

الشيخ قطب الدين محمد البويهي الرازي، شارح الشمسية.

 

تلامذته

كان للشهيد الأول عدد كبير من التلامذة، ومنهم:

 

الشيخ محمد، والشيخ علي، والشيخ حسن، وهم أبناءه.

أم علي زوجته، وست المشايخ ابنته.

السيد أبو طالب أحمد بن القاسم بن زهرة الحسيني.

الشيخ عبد الرحمن العتائقي.

الشيخ شرف الدين أبو عبد الله المقداد المعروف بالفاضل المقداد.

الشيخ محمد بن تاج الدين عبد علي المشهور بابن نجدة.

الشيخ حسن بن سليمان الحلي صاحب كتاب مختصر بصائر الدرجات.

السيد بدر الدين الحسن بن أيوب.

الشيخ زين الدين علي بن الخازن الحائري

 

مؤلفاته

له العديد من المؤلفات، ومنها:

 

کتاب لمعه.jpg

القواعد والفوائد في الفقه.

الدروس الشرعية في فقه الإمامية.

غاية المراد في شرح الارشاد.

شرح التهذيب الجمالي في أصول الفقه.

اللمعة الدمشقية.

الرسالة الألفية في الصلاة.

الرسالة النفلية في الصلاة.

رسالة في التكليف وفروعه.

رسالة مختصرة تشتمل على مناسك الحج.

الذكرى في الفقه.

جامع البين في فوائد الشرحين.

البيان في الفقه.

رسالة الباقيات الصالحات.

شرح أربعين حديثاً.

رسالة في قصر من سافر بقصد الأفطار والتقصير.

إجازة مبسوطة حسنة وعدة إجازات.

المزار

كتاب الاستدراك.

الدرة الباهرة، المنسوب إلى الشهيد الأول.

شرح قصيدة الشهفيني

 

شهادته

استشهد في يو الخميس 9 جمادى الأولى سنة 786 هـ في عهد السلطان برقوق، وبفتوى من القاضي برهان الدين المالكي، وعباد بن جماعة الشافعي، بعد أن قضى عاما في السجن في قلعة الشام.قال الحر العاملي في حديثه عن كيفية مقتل الشهيد الأول: قتل بالسيف ثم صلب ثم رجم ثم أحرق

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار