الشيخ الايرواني
وكلمة في الموعظة الاسبوعية

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و ال محمد
قال امير المؤمنين عليه الصلاه والسلام ( لا تقسروا اولادكم على عاداتكم فانهم مخلوقون لزمان غير زمانكم )

هذه الحكمه ليست موجوده في حكم نهج البلاغه وانما ذكرها المعتزلي في شرحه تحت عنوان بعض الحكم المنسوبه للامام علي عليه السلام.
اي ان مصدرها شرح النهج لا نفس النهج ووقع الكلام في ذلك، هذا ليس بمهم المهم انها ذات مضمون عقلائي وكل عاقل يدرك حقانية هذه الحكمة و معنى قوله لا تقسروا اي لا تجبروا اولادكم وقوله لزمان اي في زمان.
كان البعض يرى استعمال بعض الاجهزه الراديو او التلفاز يعتبر كفر و الحاد هكذا كان الحال في زمان الماضي ، اما الان الزمان قد أختلف اي ان الزمان له تاثير دون شك ودون اشكال خاصه في هذا الزمان،
و الذي كثرت فيه وسائل الاتصالات والمحادثه و النت الخ...
و من له اولاد وبنات عليه ان يربي ابنه وابنته تربيه صالحه كي لاينحرفوا في هذا الزمان، و من لديه اولاد صالحين عليه ان يشكر الله
لهذه النعمة العظيمة .
و الان نقول كيف نستطيع ذلك في مثل هذا الزمان كيف نربي اولاد صالحين و بنات صالحات اقول:
اولا الاستعانه بالدعاء و التضرع الى الله عز وجل للاسف الشديد الآن الدنيا مليئه بالمفاسد بسبب تلك الأجهزة ووجود النت _حتى الأطفال اصبحوا يملكون أجهزة إتصال موبايل ونحوه- فكيف يمكن لنا ان نسيطر على ذلك اولها الاستعانه بالله عز وجل و القران الكريم يشهد بذلك قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم( واني اعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم) آل عمران ٣٦
فمن لاذ بالله اعانه الله وذلك الدعاء يطلب الستر و العفاف و حسن التربية الاولاد و البنات.
والامر الثاني: ان يصادق الاب ولده و الام تصادق ابنتها وهذا سابقا لم يكن معهودا عندنا ، قضية الصداقة بين الاب وابنه او الام وبنتها لم تكن معهودة بالعكس أذكر كيف كنت اكلم الشيخ الوالد رحمه الله تعالى بالأدب التام واما الجلوس او الضحك ونحوه لم يكن إلا نادرا-طبعا الصداقة مع بقاء الإحترام -
عاداتنا لم تكن مبنيه على ذلك ابدا؛ وطبعا يجب ان تكون تلك الصداقه منذ الصغر نعم يجب ان يكون ذلك منذ الصغر لا بعد ان يكبر الولد أو البنت حين يكون صغيرا اصادقه والاطفه مع حفظ حقوق الآباء والأبناء.
أتذكر كيف أن أحد المشايخ يجالس أبنه ويتكلم معه في الصحن الشريف كانه صديقه وكنانستغرب ذلك حينها...اذن لو تمت مصادقة الولد فسوف تفهم منه توجهاته وما يحتاجه الخ ...
وهذا لا يعني أن يقتصر على مصادقتك له فقط لا ضير أن يصادق غيرك لكن مصادقتك له سوف تسيطر حتى على نوعية صداقاته.
وثالثا : المراقبة من بعيد لا عن قرب كي لا يتنبه لذلك وبالتالي ستكون النتيجة عكسية.
ورابعا: أسلوب العنف والشدة في التعامل مرفوض رفضا قاطعا لأن عاقبته سيئة للغاية سيترك المنزل ويذهب لأصدقاء السوء لا قدر الله ويضيع منك .
وخامسا: إرشادات ونصائح بأسلوب هادئ وجميل ليتقبل منك تلك النصائح والارشادات..
واولا وآخرا الحافظ هو الله تعالى نعم الملجأ ونعم المنحى
اللهم عجل لوليك الفرج
اللهم صل على محمد وآل محمد