المقالات والبحوث

احذروا الاحتراق في بداية شهر رمضان المبارك الاستاذ الحاج عماد الهلالي

احذروا الاحتراق في بداية شهر رمضان المبارك الاستاذ الحاج عماد الهلالي
المصدر: واحة _ وكالة أنباء الحوزة العلمية في النجف الأشرف


احذروا الاحتراق في بداية شهر رمضان المبارك الاستاذ الحاج عماد الهلالي

يصاب بعض الإخوة في الليلة الأولى من شهر رمضان المبارك باحتراق الأجنحة، وأعني به أن عزيمتهم تحترق فلا يمكنهم عمل شيء كثير من المستحبات التي كان عازماً على القيام بها، وهو قد يحصل لبعض الشباب في ليالي الجمعة.

↩ والظاهرة نفسية عجيبة يصاب بها مبتدؤو السير، مفادها أن الشخص يهيئ نفسه للعمل في المناسبة المباركة، ويتحمس ويعزم على عمل برنامج طويل من العبادات، ولكنه حين يصل إلى الوقت المناسب يصاب بما يجعل إرادته متماهية لا يمكن له معها عمل شيء.

وهذه الظاهرة تصيب المؤمنين على مستويات، وعلاجها على مستويات مختلفة أيضاً.

⚫ ولا نريد أن نحلل لكم أسبابها وماهيتها وحالة النفس وقتها، ولكن الموقف المناسب منها بحسب فهمي يكون بمستويات كذلك:

 الموقف الأول: أن تنتبه إلى أن الإنسان فقير من الممكن أن يفقد حتى الإرادة، فبينما كان يريد ويعزم إذا هو بلا إرادة ومحترق العزم.

↩فعليه في هذا الوضع أن ينتبه إلى أنه لا حول ولا قوة إلا بالله وأن من أمّل شيئاً من الزمان والقوة أو الوضع النفسي له أو الإمكانات الذاتية سيرجع بالخيبة والخسران لا محالة ففي الحديث القدسي: (وعزتي وجلالي وعلو شأني ومكاني ما أمّل مؤملٌ غيري إلا أرجعته بالخيبة والخسران).

 الموقف الثاني: أن يسبّح الله عز وجل ويتوجّه نحوه فإن هذه الحالة من آيات الله العظيمة، قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (عرفتُ الله بفسخ العزائم وحل العقود). فإن الإرادة هي أشد شيء ارتباطاً بالذات، فكيف انسلخت ذاتك عن إرادتك بعد أن كنت مشتعلاً بالإرادة قبل الوقت!.

 الموقف الثالث: أن ترضى بحالتك التي أنت فيها، سواء أكانت عقوبة، أو غير ذلك، ولا تحرك ساكناً، فلن يجدي أي شيء تفعله أبداً في مثل هذه الحالة إلى أن تمر بضعة أيام أو يمنّ الله عليك بتفهيمك الحال، وإياك والتوجه إلى الدنيا والشهوات والذنوب أو التدلل على الله سبحانه والانشغال والالتهاء بعد الإقبال، ذلك أن الشيطان سيسول لك أنه قد فسدت عبادتك أو أنك قد طُردت فاشتغل بشيء آخر، فإياك وإياك أن تملأ الفراغ وهواء النفس بالتوجه نحو الشهوات.

↩ وقد يكون الاحتراق ناتجاً من السأم الذي يحرق العبادة، ذلك أن الإنسان قد يكون متحمساً فيتعهد بأشياء جسيمة ثم تقل حماسته ويشعر بثقل ما تعهد به، فإذا خان تعهده مع نفسه سيصاب بشيء من النفاق يفسد العلاقة مع الله سبحانه.

وفي هذه الحالة لم يتركنا الأئمة (عليهم السلام) بلا علاج، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): (للنفس إقبال وإطلاق فإذا أقبلت فاحملوها على النوافل، وإن أدبرت فاقتصروا على الفرائض) وبهذا يعطيك الإمام (عليه السلام) الضوء الأخضر لترك العبادات الزائدة التي ثقل عليك التعهد بها فلا تصاب بالنفاق بفضل الله وبركته، فقلل من العبادات الإضافية واقتصر على الواجبات، وستعود إليك حالة النشاط بإذن الله تعالى بعد فترة. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

أعانكم الله على طاعته وسهل لكم سبيل مرضاته بحق محمد وآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين.

وكالة انباء الحوزة العلمية في النجف الاشرف - واحة
© Alhawza News Agency 2019

اخبار ذات صلة

تعلیقات الزوار