المقالات والبحوث
خطورة التبذير

خطورة التبذير
أن الله عندما انزل كتابه الكريم لنا ووضح أمور واحكام وتشريعات ومحرمات وضوابط لكي نستقيم ونعيش بسلام وسعادة، لكن ما نلاحظه اليوم في الكثير من الأمور التي نغفل عنها احيانا وأحيانا نتصرف وكأنه شيئا عادي.
سؤال لماذا حرام الله التبذير والاسراف ؟
وجاء في قوله تعالى(إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ۖ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا) (27)
إذن التبذير من كبائر الذنوب لان وصف الله المبذرين بأخوان الشياطين، مشعر لاتحاد المبذرين و الشياطين في المصير وهو النار
ومفاد الآية الكريمة توعد المبذرين بالنار وذلك هو الضابط الذي تتميز به كبائر الذنوب من صغارها.
وان الحد من الإسراف والتبذير هو ان المستهلك محكوم بضوابط شرعية ومنها عدم الإسراف والتبذير والادلة على ذلك كثيرة ،كما في قوله تعالى(وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا) (29)
وان الإسراف هو الخروج عن حد الحق الى الفساد والطغيان.
ومن أسباب الإسراف والتبذير هو الجهل او الغفلة أو التباهي والتعالي والرياء والسمعة امام الآخرين.
وان الله عز وجل لايهدي المسرفين.
ومن مظاهر الإسراف والتبذير -الإسراف في الطعام والشراب، فقال الله عز وجل: (وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ)، وقال بعض العلماء: جمع الله بهذه الآية الطب كله ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما ملأ ابن آدم وعاءً شرّاً من بطن، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه»
ومن مظاهر الإسراف والتبذير أيضاً الإسراف في استخدام المرافق الحيوية التي تقوم عليها حياة الناس اليوم من ماء وكهرباء ونحو ذلك، فالماء الذي هو أرخص موجود وأعز مفقود يُهْدر بالكميات الكبيرة الهائلة، والنبيُّ صلى الله عليه واله وسلم نهى عن الإسراف في الماء ولو كان استعمالُه في عبادة فضلاً عن غيرها، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واله وسلم مَرَّ بِسَعْدٍ وهو يتوضأ فقال: ما هذا الإسراف؟ فقال: أفي الوضوء إسراف؟! قال: نعم، وإن كنتَ على نهرٍ جار.
وأخطر ألوان الإسراف هو الإسراف في الأموال وسوء التصرف فيها، وهو نوعان، الأول إسراف في النفقة والإنفاق وهو التبذير المنهيُّ عنه ومجاوزة الحد حتى في الصدقة، قال تعالى: (وَءاتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذّرْ تَبْذِيرًا إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوانَ الشَّيَـاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبّهِ كَفُورًا)، والنوع الثاني الإسراف في الاستهلاك في الأكل والشرب وضروريات الحياة ومباحاتها، مع أن الله أباح لعباده الطيبات والحلال من المأكل والمشرب ولكنه نهاهم عن الإسراف وتجاوز الحد، لما في ذلك من الضرر عليهم في أبدانهم ودينهم ودنياهم.
ومن واجب المسلم أن يستجيب لأمر الله وأمر رسوله، وهذه الدعوة التي هي من تعاليم الإسلام المأمور بها، وكذلك على المسلم أن يقتصد في الولائم وحفلات الزواج التي تهدر فيها كمياتٌ هائلةٌ من الأطعمة واللحوم وأنواع المأكولات والمشروبات.
في القاعدة الشرعية والآية القرآنية «كلوا واشربوا ولا تسرفوا» سر التمتع بحياة يسيطر فيها نعيم الصحة والهناء،((وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا ))
لا أعني بذلك ان نكون بخلاء ان الله لايحب البخل لكن حالة وسطية (الاقتصاد نصف المعيشة ).
كل شيء يزداد عن الحد يصبح ضد.
أكرموا الضيف لكن بحد لاتجعلوا الكرم مفسده ان الله عز وجل مدح حالة الوسطية(وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا )(67)
لان الإسراف خطر على جميع الاصعدة
اقتصادية و اجتماعية وسياسية وأخلاقية.....الخ
بل إن الاسراف يشكل جريمة على العالم كله ويدفع ثمنها الضعفاء والفقراء طيلة حياتهم ويرثها اجيالهم المستقبلية. لذلك وصف القران الكريم المبذر والمسرف بقربه من الكفر وذلك لابتعاده عن الآخرة وانغماسه في الدنيا.
بقلم المبلغة المهدوية / مجمع المبلغات الرساليات فرع الحي
© Alhawza News Agency 2019