بعد النظر الى مجموع روايات المسألة مع ما ورد في كتب العامة، ووضوح الحظر في الأدلة على كشف ما زاد عن الوجه والكفين، وحرمة نظر الرجل الأجنبي على ذلك المقدار منها، ومعرفة أنَّ الزواج رباط مقدّس لا بدّ أنْ يبتني على مقدمات صحيحة وسليمة، ذكرت الروايات مقداراً كبيراً منها، كصفات الزوجة المؤمنة الصالحة، والزوج الذي ترتضيه المرأة
ومن تلك المقدمات إطلاع الزوج وقناعته بشريكة حياته من حيث الأخلاق والدين، بل والجسد ولوازمه من حيث الجمال والنعومة التي توفر للزوج أنساً واقبالاً على زوجته
ويؤيد ذلك ما ورد عن رسول الله (صلى الله عليه واله): (إذا أراد أحدكم أنْ يتزوّج، فليسأل عن شعرها كما يسأل عن وجهها، فإنَّ الشعر أحد الجمالين)
ومنه يتضح أهمية معرفة جمال المرأة بالنسبة للزوج، فالجمال الأول وجهها الذي يكشف عن بقية المعالم فيها، والثاني شعرها الذي وصف بأنَّه أحد الجمالين، وهكذا بقية جسدها 
ومن كلِّ ذلك نفهم أنّ الروايات جاءت لتوفّر للزوج فرصة الحصول على هذه المعرفة من المرأة قبل الارتباط بها بعقد شرعي كزوجة له لكي تدوم المودّة والألفة بينهما، كما جاء في رواية متقدمة عن النبي (صلى الله عليه واله) أنه قال لأحدهم وقد خطب امرأة: (أنظر إليها ـ وفي نسخة إلى وجهها وكفيها ـ فإنّه أحرى أنْ يؤدم بينكما) أيّ يجعل بينكما المودة والألفة، ويقال: أدم الله بينهما على وزن (فعل)و